نظمت الجمعية السعودية للصرع فى عدة مناطق أنطشة اليوم العالمي للتوعية ضد الصرع تحت شعار «معا ضد الصرع» بمشاركة نخبة من الأطباء المتخصصين وهدفت من خلالها إلى دعم المصابين بهذا المرض وتفهم معاناتهم بالاضافة إلى كيفية التعامل معهم حين يتعرضون لنوبات الصرع عبر عدد من البرامج التثقيفية تخللها توزيع مطويات توعوية عن المرض وأعراضه وعلاجه في عدد من أبرز مراكز التسوق في كل من الرياض، جدة، مكة المكرمة، المدينة المنورة، الخبر، وأبها. وأوضحت الدكتورة رائدة البرادعي رئيسة الجمعية السعودية للصرع في المنطقة الشرقية أن نسبة الإصابة بالصرع عند الأطفال في المملكة في تزايد مستمر مؤكدة أن «الصرع مرض عضوي كبقية الأمراض التي تصيب الإنسان، وأن الطفل المصاب به طفل طبيعي كالآخرين في بدنه وعقله ما عدا الدقائق أو الثواني التي تحدث فيها نوبة التشنج، كما أنه يتمتع بذكاء عادي كأقرانه، ووجود تلك الحالة المرضية يجب أن لا تؤثر على مجرى حياته العلمية والعملية، كما يجب ألا تؤثر على علاقته بالآخرين». وأكد الدكتور أحمد الرميان استشاري أعصاب أطفال وأمراض صرع في الرياض أن «الأطفال المصابين بالصرع عادة ما يتلقون تعليمهم في المدارس العادية كأقرانهم من الأطفال، ولكن حدوث النوبة في المدرسة قد يربك العاملين فيها، لذلك يجب أن تكون هناك علاقة قوية بين العائلة والمدرسة في مثل هذه الأمور». من جانبه أوضح البروفيسور محمد جان أستاذ طب أعصاب أطفال وأمراض صرع في جدة أن «الفشل الدراسي عند الطفل المصاب بالصرع قد يكون بسبب كثرة التغيب عن المدرسة -لإجراء الفحوصات والتنويم في المستشفى، والتأثيرات النفسية على الطفل في محاولة للهروب من الناس وزيادة تكرر نوبات التشنج نتيجة نوعية الصرع أو الإهمال في تتناول العلاج- مما يقلل من مكتسبات الطفل التعليمية، إضافة إلى نوعية إصابته بالصرع، والحماية الزائدة من الوالدين والمدرسة، والاضطرابات النفسية التي يصاب بها، والأدوية العلاجية، وأن الطفل المصاب بالصرع عادة ما يكون تحصيله الدراسي جيدا، وعادة ما يتمكن من إكمال دراسته وتفوقه مما يؤهله لدخول الجامعة حيث يكون لديه نقاط القوة والضعف كغيره من الطلاب، وقد يكون هناك انتكاسات في التحصيل الدراسي، ولكن قد يكون الفشل الدراسي ليس جزءا من حالة الطفل المرضية، لذا يجب على الوالدين والمشرف في المدرسة ملاحظتها ومعرفة سببها ومحاولة علاجها». كما شددت الدكتورة هنادي أبو العلا استشارية أمراض أعصاب وصرع في مكة المكرمة على ضرورة أن «يشرح الأهل للطفل طبيعة مرضه بطريقة مبسطة، وأن يقوموا بإجابته على أسئلته خاصة أنه قد يتساءل لماذا يزور الطبيب بكثرة مقارنة بإخوته وزملائه، وعلى الأهل ألا يشعروا ولدهم المصاب بأن مرضه عائق له في اللعب أو المدرسة أو علاقاته الاجتماعية، وألا يقبلوا استخدامه للمرض عذرا له في التخلي عن عمل وهم يعرفون أنه يستطيع القيام به، والحذر كله من تعويده على الخجل من مرضه بحيث يخفيه عن الأصدقاء والأقارب».