نال أصغر المشاركين في فعاليات "منتدى استراتيجيات التدريس الحديثة"، الذي تنظمه الإدارة العامة للتعليم بمنطقة الرياض في مقر الوزارة على مدى ثلاثة أيام ويختتم اليوم الخميس، مدح وثناء وزير التعليم، وجذب اهتمام وإعجاب زوار المعرض المصاحب للمنتدى؛ لطلاقته في الحديث، وتمكنه من تقديم معلومات مفصلة ودقيقة للأجهزة المعروضة في جناح مدرسة الحكم بن هشام الابتدائية كمشارك ومتطوع، تحت إشراف رائد النشاط الطلابي بالمدرسة المعلم سلطان عبدالله الجنوبي. فقد ضمّ الطالب في الصف الثاني المتوسط "فارس فيصل القديمي" بمدارس الغد الأهلية الي جانب تفوقه الدراسي، قدرته على الإقناع وعرض المعلومات، ونجاحه في ابتكار وتصميم منتجات وتسويقها وبيعها؛ حيث قدم لـ"سبق" شرحاً دقيقاً لعمل جهاز الطابعة ثلاثية الأبعاد "3Dprinting"، وشرح خطوات عملها بكل دقة وخبرة ابتداء بفكرة التصميم، وانتهاء بشكل المنتج. وأضاف: "ميزة الطابعة تصميم مجسمات جمالية أو ألعاب أطفال أو قطع تكميلية في حال فقدان أو كسر أجزاء من الأدوات المنزلية وغيرها"، مبيناً: "تسهم الطابعة في تسهيل فهم دروس الرياضيات والعلوم وحل المشكلات وإيجاد حلول للحياة". ونجح الطالب الموهوب "القديمي" في تصميم مشبك للأذن؛ لتعليق سماعة الآيفون، مشيراً إلى أن التكلفة ريال واحد فقط، بينما تباع في السوق، بحسب المبتكر الصغير، بـ 30 ريالاً، لافتاً إلى أن وزير التعليم الدكتور أحمد العيسى امتدح ابتكاراته وتصاميمه المعروضة بالجناح، وأثنى على وجه الخصوص على تمكنه وقدرته في العرض والحديث. وأوضح "القديمي" مدى استفادته من الجهاز في قدرته على تصميم قطع، والاستفادة منها في حياته، وصنع أشكال وأدوات كمالية وجمالية عرض بعضها للبيع بأسعار تتراوح من 5 ريالات إلى 15 ريالاً، مشيراً إلى أنه قد يواجه أحياناً اعتراضاً من البعض بغلاء منتجاته، لكنه يرد بأنهم سيجدون مثلها، وبسعر أغلى وأقل جودة، واصفاً إياها بأنها "خفيفة ومريحة". وتابع: "صممت أكواباً صغيرة بواسطة برنامج (3DS Export for SolidWorks) استغرقت نحو ساعة تقريباً، وقمت ببيعها، وهي تتحمل درجة حرارة عالية تصل وفقاً للمبتكر الصغير إلى 190 درجة مئوية، ولكونها نوعاً من أنواع البلاستيك، فيمكن استخدامها كفناجين للقهوة أو كاسات أو ملاعق، وما شابه ذلك، وانتهيت من تصميم وطباعة ميداليات للمفاتيح تكتب عليها الأسماء وسأعرضها للبيع"، مشيراً إلى أنه نجح في طباعة أكثر من 20 تصميماً، مستغلاً أوقات العطل والإجازات الأسبوعية والسنوية، وأيضاً بعد فراغه من مذاكرة دورسه وحل واجباته. وأرجع المبتكر الصغير "القديمي" تميزه إلى دعم والديه، وتشجيعهما له، مشيراً إلى أن والده الذي يعمل مهندساً صناعياً بحاضنات "بادر" يقدم كل أنواع الدعم والرعاية والاهتمام وتوفير الأجهزة التي يطلبها. وبلغة التاجر والمستثمر الواثق يوجه الطالب في المرحلة المتوسطة نصيحة إلى زملائه بتجربة جهاز الطباعة ثلاثية الأبعاد (3Dprinting) والتجارة بها وبيعها، ودعاهم لخوض تجارب جديدة في الحياة، وكأنه يذكّرهم بمقولة هيلين كيلر: "الحياة إما أن تكون مغامرة جريئة.. أو لا شيء". وأضاف: "خوضوا تجربة أشياء جديدة لم يسبق لكم تجربتها، ويمكن أن تعجبكم ويحالفكم النجاح فيها، وقد يناسبكم أكثر من المهن والأعمال التي تعملون فيها الآن.. ولا تعمل شيئاً لا تحبه؛ فقد لا تنجح وتبدع فيه". وعن مدى استفادته من المشاركة في فعاليات "معرض ومنتدى استراتيجيات التدريس الحديثة" الذي تنظمه الإدارة العامة للتعليم بمنطقة الرياض في مقر الوزارة، قال: "خرجت بإفادة الناس ومعرفتهم، وهم بدورهم سينقلون التجربة للآخرين، وبالتالي سنتحول إلى الأفضل، ولمجتمع الاقتصاد المعرفي".