×
محافظة المنطقة الشرقية

القمة العربية .. رهانات النجاح والفشل

صورة الخبر

دعم الجماعات المتشددة بالمال والسلاح زاد بشكل كبير بعد تسريبات عن نية حفتر نقل المعركة إلى طرابلس بعد بنغازي.العرب  [نُشر في 2017/03/09، العدد: 10566، ص(1)]دروع إخوانية بنغازي (ليبيا) - أثارت سيطرة “سرايا بنغازي” على ميناءي السدرة ورأس لانوف النفطيين شكوكا حول قدرة هذه الميليشيا على تنفيذ عمليات بهذه القوة دون أن تكون مسنودة من جهات داخلية منظمة ومسلحة وعلى صلة بدول خارجية. يأتي هذا فيما حث البرلمان المعترف به دوليا على إجراء انتخابات رئاسية وتشريعية جديدة في فبراير 2018 كأرضية للانتقال السياسي في البلاد. وكشفت أوساط ليبية مطّلعة عن أن هذه الميليشيا حصلت على دعم من جماعات مسيطرة في طرابلس ومصراتة بهدف منع الجيش الوطني بزعامة المشير خليفة حفتر من السيطرة على بنغازي والتفرغ لبقية المدن، خاصة بعد أن صار المجتمع الدولي يراهن على حفتر كخيار لفرض الاستقرار بليبيا. وأشارت هذه الأوساط إلى أن سرايا بنغازي، وهي تحالف لمجموعات موالية لتنظيم القاعدة، ضمت مقاتلين محسوبين على الثوار وينتمون إلى ميليشيات فجر ليبيا المعروفة بقربها من الإخوان وحلفائهم في مصراتة الذين تتهمهم دوائر ليبية مختلفة بالحصول على دعم من قطر وتركيا. وقالت إن دعم هذه الجماعات المتشددة بالمال والسلاح زاد بشكل كبير بعد صدور تسريبات عن أن حفتر سينقل المعركة إلى طرابلس بعد بنغازي، وأن الهدف من الدعم إغراق قيادة الجيش الليبي في مستنقع بنغازي ومنعه من تحريك طرابلس واستهداف مواقع تمركز الإخوان والميليشيات الحليفة في الغرب الليبي. وتمكن الجيش الليبي من بسط سيطرته على مدينة أجدابيا بالكامل ومعظم مناطق مدينة بنغازي، ويحاصر حاليا مدينة درنة، الأمر الذي أدى إلى القضاء بشكل شبه نهائي على نفوذ التيار المتشدد في شرق البلاد. وعقب الهجوم، قال العقيد أحمد المسماري المتحدث باسم الجيش الوطني الليبي إن الكتائب المسلحة التي دخلت إلى منطقة الهلال النفطي “تتبع القاعدة والدروع الإخوانية”، متهما كتائب مسلحة من مدينة مصراتة بالمشاركة في الهجوم بينها كتيبة المرسى ولواء الحلبوص. وأضاف أن الكتائب القادمة من مصراتة وصبراتة وسبها والزاوية موالية لتنظيم القاعدة، وأنها لا تسعى فقط للسيطرة على منطقة الهلال النفطي بل على المنطقة الشرقية بالكامل. واتهم عارف النايض، وهو سفير ليبي سابق، ورئيس مجمع ليبيا للدراسات المتقدمة جماعة الإخوان المسلمين والجماعة الليبية المقاتلة والقاعدة بالضلوع في الهجمات الأخيرة على الهلال النفطي. وثارت الشكوك بشكل واضح عن وقوف الإخوان وراء الهجوم، من خلال إعلان المجموعات المهاجمة عن تسليم ميناءي السدرة ورأس لانوف إلى المجلس الرئاسي، ما اعتبره متابعون للشأن الليبي خطة من جماعات الإسلام السياسي المتمركزة في طرابلس لإضعاف حفتر وتقوية حكومة السراج التي يتخذونها ستارا لتحقيق أجنداتهم، مستفيدين من الغطاء الأوروبي الذي حازه السراج. وتشكلت سرايا الدفاع عن بنغازي من فلول “مجلسي شورى ثوار بنغازي وأجدابيا” و”مجلس شورى مجاهدي درنة” وتنخرط فيها جنسيات ليبية وغير ليبية، وهي جماعات تابعة لتنظيم أنصار الشريعة الموالي للقاعدة، والمصنف من قبل مجلس الأمن جماعة إرهابية، ومن بقايا حرس المنشآت النفطية بقيادة إبراهيم الجضران. واحتج البرلمان الليبي المعترف به دوليا على صمت المجتمع الدولي تجاه الهجوم، معلنا عن تعليق اعترافه باتفاق الصخيرات كأرضية للحل السياسي في ليبيا احتجاجا على هذا الصمت، مطالبا بإجراء انتخابات جديدة تكون أرضية للانتقال السياسي. ودعا البرلمان ومقره طبرق (شرق)، الأربعاء إلى تنظيم انتخابات تشريعية ورئاسية قبل فبراير 2018 لوضع حد للأزمة الخطيرة التي تواجهها البلاد. وبدل أن يطالب الممثل الخاص للأمين العام ورئيس بعثة الأمم المتحدة في ليبيا مارتن كوبلر بانسحاب القوات المهاجمة للمنشآت النفطية، أو يضغط على القوى الداعمة لها في طرابلس أو مصراتة اكتفى بالدعوة إلى التهدئة ووقف العمليات العسكرية، ما اعتبره مراقبون ليبيون اعترافا بالوضع الجديد كأمر واقع. ويزيد الصمت الدولي ملف الحل السياسي في ليبيا تأزما، ويلقي بظلاله على عملية تصدير النفط التي قد تتعطل مجددا. وعبر باتيريك وينتور المحرر الدبلوماسي في صحيفة الغارديان عن قلق الدبلوماسيين الغربيين وشعورهم بالخشية من أن تدمر المعارك البنية التحتية في الساحل الليبي وهي الأمر الهام لإنتاج ونقل النفط الذي يعتبر شريان الحياة للبلاد. وقال إن قوات خليفة حفتر التي سيطرت على منطقة الهلال النفطي منذ سبتمبر الماضي تمكنت من رفع الإنتاج اليومي للنفط في المنطقة من 200 ألف برميل إلى 700 ألف برميل.