انتهى اجتماع رؤساء أركان كل من تركيا وأميركا وروسيا، في أنطاليا، إلى الاتفاق على تقييم إمكانية اتخاذ تدابير إضافية في إطار منع وقوع حوادث غير مرغوب فيها بين القوات المسلحة للدول الثلاث بهدف محاربة فعالة ضد جميع التنظيمات الإرهابية خلال الفترة المقبلة. جاء ذلك بعد حالة الارتباك التي سيطرت على المشهد شمال سوريا خلال الأيام الماضية وكان محورها بلدة منبج السورية بعد الاتفاق بين مجلس منبج العسكري وروسيا على تسليم قرى للنظام السوري وإرسال أميركا بعض قواتها إلى داخل المدينة، كرسالة طمأنة إلى تركيا بعد أن استهدفت قوات سوريا الديمقراطية بقذائف مقاتلين من الجيش السوري الحر المشارك في عملية درع الفرات التي تنفذها تركيا، في مدينة الباب. وقالت رئاسة هيئة أركان الجيش التركي في بيان صدر ليل الثلاثاء – الأربعاء إن رؤساء أركان تركيا خلوصي أكار وأميركا جوزيف دانفورد وروسيا فاليري جيراسيموف بحثوا خلال اجتماعهم في مدينة أنطاليا جنوب تركيا بدعوة من رئيس الأركان التركي، آخر تطورات الوضع بشأن محاربة «جميع» التنظيمات الإرهابية في سوريا وتبادلوا الآراء حول المشاكل الأمنية الإقليمية في سوريا والعراق. وقالت مصادر قريبة من الاجتماع إن الجانب التركي عرض مسألة الحوادث التي وقعت في شمال سوريا ومنها استهداف طائرات روسية بالخطأ جنودا أتراكا في الباب. في سياق آخر، أعلنت تركيا أنها ستنشئ مدينة جديدة شمال مدينة الباب في ريف حلب الشرقي تستوعب 80 ألف شخص لتكون أول مدينة تقيمها في المناطق التي حررتها قوات درع الفرات المدعومة من تركيا من تنظيم داعش. وأعلنت هيئة الطوارئ والكوارث التابعة لمجلس الوزراء التركي أنها ستشرع خلال أيام في بناء المدينة الجديدة في منطقة نضاح قرب مدينة الراعي شمال الباب، التي انتزعتها قوات درع الفرات من تنظيم داعش في 23 فبراير (شباط) الماضي. وأوضحت أن إنشاء هذه المدينة التي تتكون من 11 ألف وحدة سكنية لإنجاز المشروع سيستغرق ستة أشهر وأن المدينة ستزود بمدارس ومستشفى ومساجد ومحال تجارية. وأدت الحرب في مدينة الباب التي استغرقت أشهرا عدة إلى تدمير أكثر من نصف أحياء المدينة جراء الغارات الجوية وقذائف المدفعية التي رافقت العمليات العسكرية ضد «داعش»، إضافة إلى المباني التي فخخها تنظيم داعش بعد الانسحاب من المدينة، وخاصة المقرات الحكومية ومركز البريد التي اتخذها مقارا له.