المخدرات سواء أكانت من الناحية اللغوية أو الطبية أو القانونية هي مواد خام أو مسكنة أو منبهة ومهلوسة إذا استخدمها الإنسان في غير الأغراض التي وجدت من شأنها طبية أو صناعية فقد تؤدي إلى حالة من التعود أو ما يسمى بالإدمان عليها مما قد يضر الفرد نفسياً وجسمياً والمجتمع كذلك. فالمواد المحظورة تعتبر المواد الكيميائية أو الطبيعية وهي التي تؤثر على أجهزة الجسم المختلفة لأي إنسان فقد تحدث عنده كثير من التغييرات في أدائه الوظيفي لأجهزة جسمه، وحالة المخ والحواس، كما أنها تؤثر على العواطف الشخصية والمشاعر والسلوك تجاه الآخرين. مُسبب قوى لأمراض السرطان وتأثيرها على الجسم شامل وشنيع تتعدد أسباب تعاطي المخدرات ولكن النتيجة واحدة وهي الدمار، واحد من الأسباب هو توفر المال ووجوده بكثرة بيد المتعاطي، فكما نعلم بأن المال سلاح ذو حدين وجوده مهم لشراء وتوفر الحاجات الأساسية ولكن عندما يكون متوافراً بكثرة ولدرجة التبذير يصبح صاحبه لا يدري ماذا يفعل بماله فقد لبّى حاجاته الأساسية ويريد تجربة شيء جديد ومختلف فيقوم بتجربة المخدرات، وأيضاً هنالك عامل قوي يساعد على تعاطي المخدرات وهو الفراغ، فعندما يكون الشخص يقضي أوقات فراغ كثيرة ولا يستثمرها بشيء مفيد يبدأ بالبحث عن نشاط يفعله حتى يشغل وقته ولا يحس بمروره وهنا قد يختار تجربة المخدرات المدمرة، وكذلك غياب الوعي الكافي لدى فئات المجتمع حول أضرار المخدرات وسيئاتها الكثيرة عامل قوي لتجربة المخدرات وبالتالي الإدمان عليها، وأخيراً وليس آخراً، من أهم هذه الأسباب هو غياب الوازع الديني الذي يجعل صاحبه غير قادر على التصدي لمشاكل الحياة والرضا بقضاء الله وقدره فيقوم بتعاطي المخدرات كوسيلة لتهدئة النفس بمعتقده الخاطىء، فالمخدرات ما هي إلا دمار مؤكّد لصاحبها. للأسف لا يمكن تصنيف أضرار المخدرات على الجسم بشكل دقيق يضمن عدم التداخل فيما بينها بل أن ذلك شبه مستحيل نظرا للتأثير الواسع والشامل للمخدرات ولتداخل وظائف أجهزة الجسم فيما بينها. تأثير المخدرات والخمور على خلايا الجسم شامل وشنيع ولا يستغرب أن يكون أحد هذه التأثيرات هو سرطنة الخلايا الطبيعية وجعلها تتصرف خارج نطاق وظيفتها الفسيولوجية الطبيعية لتقوم بالتكاثر والانقسام غير الطبيعي. وفي مقالي هذا سأركز على أضرار المخدرات الشنيعة على الجهاز الهضمي. ربما من أخف هذه الأضرار على الجهاز الهضمي هو الغثيان والقيء المتكرر، مع أن الأمر لا يتوقف عند هذا الحد. فمن الأعراض الأخرى للمخدرات على الجهاز الهضمي آلام البطن المبرحة وخطورة الإصابة بالنزيف في الجهاز الهضمي كبيرة لمستخدمي الكوكايين ومعاقري الخمر أيضاً. سوء الهضم والتغذية نتيجة تلف المعدة والأمعاء والكبد بسبب الخمر هو واحد من النتائج المدمرة للمخدرات. وإن كنت أنسى فلا أنسى القات تلك النبتة السيئة الذكر والتي لها مضار على الجهاز الهضمي تعد ولا تحصى وكل ذلك ناجم من المواد التي تتركب منها نبتة القات فهى تحتوي على مادتي التانين (حامض التانيك أو الحامض التانيني (Tannic Acid) والقاتينأو ما يُعرف علمياً بـ - نور بسيسو إفدرين – (Nor-Pseudoephedrine) ومن منها على سبيل المثال لا الحصر: •جفاف الفم والشفتين. •قروح الفم واللسان واللثة وبسبب التخزين الطويل للقات في الفمي. التهاب الغشاء المبطن للفم. التهابات اللسان واللثة. امراض الأسنان وتساقطها. التهاب البلعوم. التهاب اللوزتين. التهاب المريء . التهاب الحنجرة. التهابات المعدة والأمعاء. تجمع الغازات في الأمعاء وانتفاخ البطن. تليف (تشمع) الكبد. سوء الهضم. انعدام الإحساس بالجوع وبالتالي فقدان الشهية إلى الأكل، مما يؤدي الى نقص وسوء تغذية شامل واصفرار الوجه وضعف النشاط. ضعف (وهن) البنية الجسدية. الإمساك المزمن. حدوث البواسير. أم المورفين فإنه يؤثر على القنوات المرارية فيؤدي إلى انقباض شديد في فتحة القناة المرارية الموصلة بين الكبد والإثني عشر وهذا يؤدي إلى انحباس السائل الصفراوي واسترجاعه إلى الكبد. ومع تكرار هذا الحدث لفترة طويلة يحدث تلف في القنوات المرارية الدقيقة داخل الكبد ويظهر إثر ذلك على المريض على شكل اصفرار في العينين والجلد وكذلك حكة شديدة بالجلد. ولا يقل الكوكايين سوءً عن المرفين فهو تؤدي إلى تكسر في خلايا الكبد خاصة في المنطقة المجاورة لفرع الوريد البابي, هذا التكسر قد لا يؤدي إلى آثار واضحة في البداية ولكنه مع الاستمرار في تعاطي هذا المخدر يزداد التلف في خلايا الكبد وتضعف وظائفها وتتكون ألياف نسيجية في مكان الخلايا التالفة والتي إذا كثرت نسبتها قد تسبب تليف في الكبد بالإضافة الى أنه ينقص التروية الدموية في جدار المعدة والأمعاء بشقيها الدقيق والغليظ مما قد يؤدي الى التهاب حاد في جدار الأمعاء من المريء والى الأمعاء الدقيقية مما قد يُحدث نزيفاً حاداً جداً أو الى حدوث ثقب في جدار الأمعاء الأمر الذي يتطلب معه تدخلاً جراحياً عاجلاً لإنقاذ حياة مدمن هذه المادة.قد يقع المدمن فريسة للهيروين والذي يعتبر الأخطر وأكثر أنواع المخدرات النصف مصنعة خطورةً. فالمادة الأساسية في الهيروين هي المورفين، حيث تجرى عليها بعض العمليات الكيميائية وإضافة بعض المواد إليه مثل الكينين والكافيين وفي بعض البلدان يضاف إليه مسحوق عظام جماجم الأموات، ويتعاطى المدمنون الهيروين بطرق متعددة منها الحقن في الوريد أو تحت الجلد والشم. والهيروين له أضرار خطيرة على الكبد فبالإضافة إلى تأثيره المباشر على خلايا الكبد مما يؤدي إلى تلفها فإنه وخاصةً عند الذين يتعاطون شرب الخمر يؤدي إلى تشحم الكبد والتليف خلال وقت اقل لأن كلاً منهما يساعد الآخر في إحداث الضرر ومتى ما نتج التليف فإن الشخص المصاب يدخل في مشاكل متلاحقة. ومن الخطر المعلوم بالضرورة مع استعمال الهيروين وخاصة بالحقن أنه مرتبط بالإصابة بالالتهابات الكبدية الفيروسية.ولا تحسب أخي القاريء أني سأنهي مقالي هذا دون ان أذكر مساوىء نبتة أخرى ذائعة الصية غير الحسن ألا وهى نبتة التبغ ومنتجها المعروف بالسجائر والسجار والغليون والمدواخ (..)، فالتدخين يقتل سنويا حوالي نصف مليون من البشر في الولايات المتحدة الأميركية وهذا ما يفوق وفيات الايدز, والكوكايين, والهيروين, وحوادث الحريق, والقتل والانتحار مجتمعة. ففي كندا تموت مدينة صغيرة سنويا بسبب التدخين أي ما يعادل 50 ألف مواطن. فالدخان له علاقة مباشرة بإصابة متعاطيه (بل إنه مسبب رئيس) بقرحة المعة والإثنى عشر واضطرابات عمل الكبد خاصةً اذا كان المدخن ممن يعاقروا الخمر أو يتعاطوا المخدرات. كما أن هناك علاقة مباشرة بين التدخين والإصابة بداء الكرونز. وأخيراً وليس آخراً، فهناك علاقة شائكة وقوية بين المخدرات والسرطان. فالمواد المذكورة أعلاه ليست هي الوحيدة المرتبطة بالسرطان لكنها الأشرس والأشهر في علاقة الإدمان بسرطان الجهاز الهضمي عامة، والكبد والقولون والمستقيم خاصةً. هناك وسائل مختلفة للتخلص من الإدمان والى الأبد ليس هذا مجالها ولكن أفضل وسيلة لمنع الإدمان على المخدّرات هي عدم تناول المخدّرات على الإطلاق، واستخدام الحذر عند أخذ أي دواء يسبب الإدمان. حمى الله كل بيت من المخدرات وسلم الله الأمه. ألقاكم في مقال آخر. خطورة كبيرة يسببها تعاطي المخدرات على الحياة التدخين له علاقة بقرحة المعدة والإصابة بداء كرونز