الدوحة ـ الراية : على مدار شهر ونصف الشهر، استقبلت مؤسسة الشيخ ثاني بن عبدالله للخدمات الإنسانية "راف" ما يقارب 5 آلاف زائر لمجسم مبادرة "60 ثانية من حياتهم" الذي أقامته بإزدان مول خلال الفترة من 17 يناير الماضي حتى 3 مارس الجاري للتعريف بالمعاناة التي يعيشها اللاجئون والنازحون السوريون والعراقيون جراء البرد القارس خلال فصل الشتاء. وحرصت مؤسسة "راف" على دعوة العديد من المدارس لتنظيم زيارات طلابية للمجسم، كما حرصت على استقبال العديد من منتسبي الأندية الشبابية والتطوعية، لتعريفهم بحجم المأساة التي يعيشها اللاجئون والنازحون، وواجب الأمة العربية والإسلامية تجاههم. كما حرصت على التعريف بأبرز مشاريعها التي تقوم بتنفيذها لصالح اللاجئين والنازحين، وهي مشاريع الإيواء، وقدم زوار المجسم الذين بلغ عددهم 4825 زائراً تبرعات بلغت 1.317.534 ريالاً لصالح المشاريع التي تنفذها "راف" لإيواء اللاجئين والنازحين. وكان من المقرر أن يستمر المجسم مدة شهر فقط، لكن إقبال الجماهير وحرصهم على التفاعل مع القضية خاصة من الجانب التوعوي، جعل مؤسسة "راف" تمدد فترة إقامته 16 يوماً إضافية. مشاهد إنسانية مؤثرة وشهد المجسم تفاعلاً كبيراً من كبار الشخصيات والهيئات والمراكز الطوعية الذين حرصوا على الحضور والتبرع، ولوحظ أن أكثر الزوار تفاعلاً كانوا من الأطفال، الذين بلغ عددهم 2031 طفلاً، سجل معظمهم انطباعاتهم على جدار المجسم، وتبرع بعضهم بمصروفه، والبعض الآخر بمدخراته في مشاهد إنسانية مؤثرة للتفاعل مع قضية النازحين. وكانت مؤسسة "راف" قد افتتحت هذا النموذج بالشراكة مع الخطوط الجوية القطرية للتعريف بالمعاناة التي يعيشها اللاجئون والنازحون في سوريا والعراق، لإتاحة الفرصة أمام زائريه للتعرف على حجم المعاناة التي يعيشها سكان الخيام، فضلاً عن الأسر التي لا تجد ما يؤويها، من خلال تجربة حية وأكثر وقوعاً على القلب وأشد تأثيراً في النفوس. ومن خلال الدخول في مجسم حي مكون من غرفتين إحداهما أشد برودة من الأخرى وبداخلهما حياة هي أشبه بالحقيقة التي يعيشها إخواننا لنشعر بعدها بكمّ الأسى الذي يعيشونه، ثم الخروج والتبرع للحملة من خلال مكاتب التحصيل الموجودة. وأتاح المجسم أمام الزوار فرصة التبرع لمشاريع الإيواء من خلال 4 فئات بداية من مائة ريال حتى 5000 ريال، تتجسد في "لبنات" حسب قيمة كل فئة، حيث يقوم المتبرع باختيار الفئة وتسجيل اسمه على اللبنة التي يختارها ويضعها في جدار غرفة ترمز لأحد البيوت التي سيتم بناؤها للمتضررين. مشاريع الإيواء وستخصص التبرعات التي استقبلتها "راف" خلال فترة إقامة المجسم لدعم مشروعات "راف" الخاصة بتوفير المأوى الآمن اللاجئين والنازحين، خاصة في سوريا. ويعتبر مجسم " 60 ثانية من حياتهم" إحدى المبادرات العديدة التي تطلقها "راف" للفت الأنظار إلى المعاناة التي يعيشها اللاجئون والنازحون الذين اضطروا إلى ترك ديارهم ومصادر أرزاقهم بسبب الأحداث، حيث يقدم المجسم محاكاة حية وواقعية للوضع الذي يعيشه اللاجئون والنازحون السوريون والعراقيون.