الشباب وقود المستقبل، وأفكارهم هي القوة المحركة لقطاع الأعمال المبتكرة، إلّا أن تلك الأفكار بحاجة إلى الدعم والبنية التشريعية المحفزة. وأصعب جزء خلال مراحل تأسيس الأعمال يكمن في بدايته، وما يصاحب ذلك من أمور يتمثل في مكان وطريقة إطلاق الأعمال. لذا تنتشر عبر ربوع الوطن العربي مراكز التدريب لتحفيز الشباب للإقدام على العمل الحر، من خلال العمل على تنمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة.تأتي التجربة الإماراتية متميزة فيما تقدمه لقطاع رواد الأعمال من توفير الدعم لمواطني الدولة من الشباب في جميع خطوات تأسيس أعمالهم، بدءاً من التخطيط للموارد المالية، وتبسيط الإجراءات، ووصولاً إلى مساعدتهم في تأسيس أعمالهم من البداية حتى اكتمال المشروع، ولا تدخر المؤسسات جهداً في توفير النصح والإرشاد في جميع الخطوات التي من شأنها إطلاق مسيرتهم العملية.«صندوق خليفة لتطوير المشاريع» و«مؤسسة محمّد بن راشد لتنمية المشاريع الصغيرة والمتوسطة» ومركز الشارقة لريادة الأعمال «شراع» وغرفة تجارة وصناعة عجمان، مؤسسات وطنية تهدف إلى خلق جيل من رواد الأعمال المواطنين وغرس وإثراء ثقافة الاستثمار في أوساط الشباب الإماراتي، إضافة إلى دعم وبلورة المشاريع الصغيرة والمتوسطة في الدولة.وعربياً، هناك التجارب المصرية والأردنية والعُمانية التي تسعى حثيثاً لإتاجة الفرص لشبابها للمشاركة في المعارض الدولية والمحلية لاكتساب الخبرات اللازمة لبناء وعيهم الاقتصادي والاستثماري، والبدء في إطلاق مشاريعهم، ما يعود بالفوائد المادية والمعنوية على أفراد المجتمع من خلال فرص العمل الجديدة والأفكار المبتكرة التي يطلقها الشباب. وفي التحقيق التالي نستعرض بعض النماذج التي لا تدخر جهداً في تقديم يد المساعدة للشباب ورواد الأعمال من خلال المشاريع والمبادرات ومراكز التدريب، للأخذ بأيديهم إلى مستقبل مضيء بالنجاحات. تسهيلات يوضح عمر النعيمي، من إدارة تنمية أعمال الامتياز التجاري بغرفة تجارة وصناعة عجمان، دور الغرفة في تقديم التسهيلات للشباب، قائلاً: «دورنا هو تقديم تسهيلات لرواد الأعمال الذين يعتبر معظمهم من الشباب وذلك عن طريق تنمية العلامات التجارية القائمة لكي يحصلوا على الامتياز التجاري (الفرنشيز)، أي أن تصبح العلامة لها فروع عدة في مختلف البلدان وذلك عن طريق وكيل لها في كل بلد بموجب عقد بين صاحب العلامة والوكيل».يوجد معايير وشروط يجب أن تتوافر في المشروع أو العلامة للحصول بموجبها على الامتياز التجاري، ويقول النعيمي: «دورنا هو مساعدة رواد الأعمال والشباب في الحصول على الامتياز التجاري عن طريق إقامة المحاضرات والدورات التي تؤهلهم للحصول على (الفرنشيز)، ومن ضمن التسهيلات التي تنظمها الإدارة إقامة معارض للحاصلين على الامتياز التجاري وأصحاب العلامات التجارية وقطاع التجزئة، وفي بعض الأحيان تكون المشاركة مجانية أو مدعمة على حسب المعرض، فذلك يساعد العلامات المحلية على أن تصبح عالمية فضلاً عن تبادل الخبرات بين المشاركين، ومساعدة رواد الأعمال والشباب في المشاركة بمشاريعهم وعلاماتهم في المعارض الخارجية خارج الدولة والتي تتيح لهم الفرصة لاكتساب الخبرات».ويشير النعيمي إلى وجود مبادرة «Ajman Local Brand»، وفيها يجتمع مسؤولون من إدارة تنمية أعمال الامتياز التجاري برواد الأعمال والشباب كل 4 أشهر في موقع من مواقع عملهم ليتم التعارف فيما بينهم، وكل منهم يعرض تجربته والصعوبات التي واجهته للاستفادة من بعضهم وتبادل الخبرات والمنفعة فضلاً عن مناقشة المعوقات مع المسؤولين وسبل حلها والتغلب عليها. طلبات توظيف ينعم كل من محمد عبيد، وهيثم رجب، بعمل مستقر، إلا أن عدداً من طلبات التوظيف، التي تأتيهم عبر مشروعهما لبيع الإكسسوارات والحلي، دفعهما للتفكير في تدشين مشروعهما الخاص «تاسكتير»، وهو عبارة عن موقع إلكتروني يعمل كوسيط بين الراغبين في العمل وأصحاب الأعمال، ولذا يؤكدان: «شاركنا في حاضنة الأعمال «نهضة مصر»، ونجحنا بالفعل في تدشين موقعنا ، الذي تلقى آلافاً من طلبات العمل». تقرير يكشف تقرير ريادة الأعمال في مصر عام 2016 أن بين كل أربعة رواد أعمال هناك سيدة، لأن ريادة الأعمال في مصر تنامت بشدة في الفترة من 2010 إلى 2016، فنحو 73% من المصريين أصبحوا ينظرون إلى ريادة الأعمال بتفاؤل، كما أن 7.4% من المصريين الذين تراوح أعمارهم بين سن 18 و64 أصبحوا شركاء في مجتمع ريادة الأعمال، بشكل أو بآخر.ويوضح التقرير أن عدداً غير قليل من المشروعات، التي خرجت للنور ، كانت نتيجة لبرامج ريادة الأعمال، وفي مقدمتها موقع «فيزيتا» ، الذي يتيح حجز مواعيد الكشف لدى الأطباء في مصر، إضافة إلى موقعي «وظف دوت كوم»، وكذلك «كرم سولار»، الذي يستثمر في مجال الطاقة الشمسية، أما المشروع الأشهر فهو «بيقولك»، الذي أسسه خمسة من الشباب ، ليسهم في تقليل الاختناقات المرورية.