بعد مرور عقدين على الابادة الجماعية، التي راح ضحيتها نحو مليون شخص، جنوب رواندا، توجّه المصوّر الجنوب إفريقي بيتر هوغو لالتقاط سلسة صور فوتوغرافية مؤثّرة، يُظهر في كل منها، أحد مرتكبي الجرائم من إثنية "الهوتو"، وإلى جانبه أحد الناجين من الإبادة. ونشرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية، سلسلة صور تظهر في إحداها امرأة تضع يدها على كتف الرجل الذي قتل إخوتها ووالدها، وأخرى تصوّر إمرأة تستلقي بجانب رجل نهب ممتلكاتها الشخصية، كما كان لوالده يد في قتل أطفالها وزوجها. ويُعتبر المشاركون في هذا العمل الفني، جزءاً من مشروع "المصالحة الوطنية"، الذين عملوا بشكل وثيق مع إحدى الجمعيات غير الحكومية (Association Modeste et Innocent)، التي تُعنى بموضوع المصالحة. وحسب مشروع الجمعية، فإن مجموعات من "الهوتو" و"التوتسي" نُصحت على مدى عدة أشهر، بالتجاوب مع طلب الصفح الذي تقدّم به رسمياً الجاني، وفي حال تحققت المصالحة، فإنه بمرافقة عائلته وأصدقائه يقدّم إلى عائلة الضحايا سلة تحتوي على مواد غذائية، مثل سورغم، أو بيرة الموز، ويختتم اللقاء بالرقص والغناء. وأُنجز العمل الفني بتكليف من منظمة "كرييتيف كورت"، في لاهاي، في إطار برنامج "رواندا 20 عاماً"، الذي يختبر موضوع المسامحة، وتشكّل هذه الصور جزءاً من مجموعة كبيرة، ستُعرض في لاهاي، خلال الشهر الجاري، كما ستُعرض لاحقاً في النصب التذكارية، والكنائس الروندية. وبحسب هوغو، فإن العلاقات بين الضحايا والجناة اختلفت خلال التصوير، باختلاف الثنائي، فبعضهم جلس إلى جانب الآخر بسهولة، وتبادلَ أطراف الحديث، وجاء آخرون للمشاركة في التصوير، من دون التواصل مع غيرهم، ما يشير إلى أن درجات مُتفاوتة من التسامح. روانداالابادة الجماعية روانداالهوتوالتوتسي