انتشر منذ عدة سنوات في الولايات المتحدة الأمريكية نوعًا جديدًا من المواد المخدرة يسمى “فلاكا”، ثبت أن له تأثيرات مخيفة على متعاطية ربما تتجاوز تأثيرات أشد أنواع المخدرات الأخرى مثل الكوكايين والهروين، إذ يسبب أعراضًا تجمع بين تلك التي يسببها الكوكايين ومنشط الميثانفيتامين، بحسب ما ذكرته إدارة مكافحة المخدرات الأمريكية. وهذا الأسبوع صدرت توجيهات في المملكة بالقتل تعزيراً للمتورطين في تهريب حبوب “فلاكا” المخدرة من “متلقي، جالب، مستورد، مصدر ومنتج” أو من “حوّلها، استخرجها، زرعها، أو روج لها”. واعتبرت التوجيهات حبوب “فلاكا” من المواد الممنوعة بالمملكة والتي يطبق عليها نظام مكافحة المخدرات كونها عالية الخطورة وبها مواد خطرة مخدرة، لكن ما هو الـ “فلاكا” وماذا تعرف عنه؟ وتقرر القبض على كل من يثبت تعاطيه وحيازته ويعاقب بالسجن مدة لا تقل عن سنتين ولا تزيد على 5 سنوات، وبما لا يزيد على 50 جلدة في كل مرة، وبغرامة لا تقل عن 3 آلاف ريال ولا تزيد على 30 ألف ريال كل من حاز حبوب فلاكا أو أحرزها أو نقلها أو سلمها أو تسلّمها لغير قصد الاتجار أو الترويج أو التعاطي أو الاستعمال الشخصي. ويعرف مخدر “فلاكا” بالاسم العلمي “ألفا PVP” وأحيانًا يسمى Gravel، وهو مادة مصنعة تشبه الملح، مكونة من خليط من عدة مواد كيميائية، ويمكن تعاطيه بعدة طرق مختلفة مثل التدخين سواء بالطرق التقليدية أو من خلال السجائر الإلكترونية أو الشم أو وضعها مباشرة تحت اللسان أو الحقن كمحلول،. ويتسبب تعاطيه في الهلاوس السمعية والبصرية والهذيان الشديد، وفرط الحركة والرغبة في الانتحار، ويصاحب استعماله ارتفاع في درجة الحرارة وزيادة نبضات القلب وارتفاع ضغط الدم، ويعد من العقاقير المحظورة في عدد من الدول. وساعدت الوسائل التكنولوجية ومنصات التسويق الإلكتروني على الانتشار الذي حققه “فلاكا” في الولايات المتحدة الأمريكية، إذ أنه ظهر أولًا في الهند والصين، ثم بدأ بيعه أونلاين بسعر يصل أحيانًا إلى 5 دولارت للجرعة الواحدة، ما جعله جذابًا للمدمنين وبديلًا أقل سعرًا من مواد مخدرة أخرى باهظة الثمن، تتكلف الكثير لزراعتها وحصادها وتصنيعها وتهريبها. ويؤكد المعهد القومي للإدمان على المخدرات إن سلوك الإنسان يتغير بعد تناول فلاكا ثلاث مرات، ويفقد الإنسان التحكم في قدراته العقلية، وينتج عن ذلك تصرفات غريبة مثل الجري والإحساس بالملاحقة. ولم يخف مصدر من المعهد الأمريكي تخوفه من انتشار هذه الحبوب عبر التراب الأميركي فيتحول من يتناولوها من مدمنين إلى مجانين.