دشّنت عدة مدارس بالعاصمة اليمينة صنعاء، الأحد، إضراباً مفتوحاً، لتدخل بذلك الاحتجاجات المطالبة بصرف المرتبات في المدن الخاضعة لسيطرة الميليشيات، مرحلة جديدة من التصعيد. وقالت مصادر تربوية إن مدارس، الصياح، وجابر بن حيان، والشيماء، وجمال جميل، دخلت اليوم إضراباً مفتوحاً، مشيرة إلى أن تلك المدارس أكدت استمرارها في الإضراب حتى صرف المستحقات المالية للمعلمين والإداريين. وكانت مدارس اليمن السعيد وميمونة وحليمة السعدية قد أعلنت أواخر الشهر الماضي، الإضراب شبه الكامل للضغط على ميليشيات الحوثي والمخلوع صالح الانقلابية من أجل دفع رواتب المعلمين والإداريين المنقطعة منذ ستة أشهر. وذكرت المصادر التربوية أن العشرات من المدارس الحكومية بالعاصمة تعيش هي الأخرى حالة إضراب غير معلن مع استمرار تغيب أكثرية المدرسين وحضور قلة قليلة من المعلمين والمعلمات الموالين لجماعة الحوثي. وكانت مصادر في نقابة المعلمين اليمنيين قد أوضحت قبل عدة أيام أن أغلب معلمي مدارس ذمار وعمران وصعدة والحديدة وإب والبيضاء وريمة والمحويت، وكلها مناطق واقعة تحت سيطرة ميليشيا الحوثي، قد امتنعوا عن التدريس بعد أن وصلت حالتهم المادية إلى حافة الهاوية، الأمر الذي باتوا معه يعانون من ظروف نفسية غاية في الصعوبة. وطوال الأشهر الماضية واصلت الميليشيات عملياتها القمعية ضد المعلمين وإطلاق الوعود الكاذبة لمعالجة قضية الرواتب، ما دفعهم إلى الإضراب كوسيلة أخيرة للمطالبة بحقوقهم المالية التي توقفت معها أمور حياتهم المعيشية. وتشير معلومات إلى أن هذا الوضع قد أجبر الكثير من المعلمين على التوجه إلى امتهان وظائف هامشية يكسبون من خلالها قوت يومهم ويسدون بها جزءاً من متطلبات منازلهم، حيث توجه الجزء الأكبر منهم ليمتهنوا بيع القات وسط المدن أو الضواحي، بينما توجه البعض الآخر ليكون بائعاً في محل تجاري، أو عاملاً في البناء بالأجر اليومي. ويأتي ذلك في الوقت الذي أكدت فيه نقابة التدريس بجامعة صنعاء مواصلة الإضراب الشامل في الجامعة، ودعت أعضاءها إلى الاستمرار في الالتزام بفعاليات الإضراب الشامل في الأيام المقبلة بمختلف جوانبها، وعلى رأسها عدم تسليم أسئلة الامتحانات الفصلية في جميع الكليات والأقسام. وحذرت النقابة من عقد الاختبارات الفصلية، مشيرة إلى عدم جواز عقدها قانوناً في ظل الإضراب.