×
محافظة المنطقة الشرقية

الموينع: عطيف لن يستمر في الشباب.. نادِ بارز ينتظره

صورة الخبر

في وقت تضرب فيه العناصر الإرهابية جسد المنطقة بقوة، وتدعي رؤوسه سعيها لبناء تحالف ما يسمونه بالدولة الإسلامية التي تتلقى البيعة من فصائل الجهاديين في دول العالم العربي شرقاً وغرباً، على حساب أمن دول المنطقة واستقرارها وسلامة مواطنيها، تفاقم النعرات القومية الوضع من جهة أخرى بارتفاع الدعوات الانفصالية في منطقة ضعفت فيها أيدي الأنظمة السابقة على ربوع بلدانها، فأصبحت كل جماعة عرقية تتطلع إلى الانفصال داخل محيط جغرافي، وتسعى إلى إقامة دولتها على حدود جغرافية جديدة، ما يجعل المنطقة بين مطرقة ما يسمى بالدولة الإسلامية التي تتمدد خريطتها على بقاع عريضة من العراق وسورية، بالإضافة إلى ما يسمى بالإمارات التابعة لها التي تعلن ولاءها هنا وهناك في بلدان المنطقة، وسندان مشروعات القوميات الجديدة التي تتطلع كل قومية منها إلى اقتطاع حصتها من بلدها الأم والانفصال بها. وتتجاوز ظاهرة القوميات الجديدة تطلع أعراق بعينها في المنطقة إلى الانفصال في محيط جغرافي تعلن عليه سيادتها الجديدة إلى ما هو أخطر، حين تقيم هذه القوميات مرجعيتها الفكرية على كراهية كل ما هو عربي، واتهام كل ما هو عربي، والنيل من كل ما هو عربي، في مشهد صراع غريب وغير مبرر، وكأن العرب حاربوا أحدا يوماً معاداة لعرقه، أو انتصاراً لعرقهم. وكم يشعر المرء بالغرابة والأسف معاً حين يجد الجميع وقد التقوا على كراهية العرب، فما إن تطالع تجمعاً لقومية بعينها على الشبكة العالمية حتى تجد كل صفحة لعرق ما أو لقومية ما تتبادل سباب العرب، وترحب بمشاركين من قوميات أخرى جاؤوا ليشاركوهم سب العرب ولعنهم ووصفهم بما يندى له الجبين خجلاً، في مشهد مخيف ينذر بعواقب وخيمة، فأن تنفصل قومية ما في دولة تحمل اسمها فهذا شأن القوم ونظام بلادهم، لكن ما دخل عرب الخليج مثلاً في قضية لقومية ما في الشمال الإفريقي، أو في العراق أو سورية؟! ما شأن عرب الخليج العربي وبلادنا التي ينالها القسم الأوفى من لعنات القوم على وجه التحديد دون غيرها، على الرغم من عدم وجود أي ارتباط مع قضيتهم مع أنظمتهم، وكأنه أصبح قدرنا أن نتحمل كل وزر في هذه الأمة، في وقت تتقدم بلادنا الجميع للإسهام في أي نازلة تحط بأي من شعوب المنطقة، من دون أن تقيم أي اعتبار على الإطلاق لمثل هذه الهواجس التي تتفاقم على نحو ينذر بالخطر. والأخطر من هذا وذاك أن تتخذ دولة ما من قومية غير عربية من المملكة عدواً طبيعياً لها في معركة وجود قومية لم تعتبر المملكة نفسها طرفاً فيها في يوم من الأيام، ويبلغ بها الأمر حد تربية أجيالها على كراهية كل ما هو سعودي، سواء فيما تبثه في مناهجها، أو في آدابها، أو في صناعتها السينمائية، في وقت تنبذ فيه بلادنا فكر القوميات، وتعده خطراً على وحدة الأمة الإسلامية، وباباً لتمزيقها، والتفرقة بين أبنائها على اختلاف أعراقها التي نعتز بها جميعاً، وهي التي قامت دولتها على تعاليم الشريعة الإسلامية التي تقوم على كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم الذي قال في وسط أيام التشريق: (يا أيها الناس ألا إن ربكم واحد وإن أباكم واحد، ألا لا فضل لعربي على أعجمي ولا لعجمي على عربي ولا لأحمر على أسود ولا أسود على أحمر إلا بالتقوى، أبلغت؟) قالوا: بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم. فمن الذي يروج لهذه الكراهية لبلادنا؟ سؤال يستحق أن نتوقف عنده للبحث عن إجابة ترقى إلى حجم هذا الخطر.