طالبت هيئة علماء المسلمين في لبنان السلطات القضائية بإصدار عفو عام عن موقوفي ومحكومي "معركة عبرا" التي دارت عام 2013 بين الجيش اللبناني وجماعة أحمد الأسير، وذلك على خلفية التحقيق الوثائقي "عبرا.. من أطلق الرصاصة الأولى؟" الذي بثته قناة الجزيرة مؤخرا ضمن سلسلة "ما خفي أعظم". وقالت الهيئة في بيان إن الوثائقي الذي بثته قناة الجزيرة يُظهر أن سرايا المقاومة التابعة لحزب الله هي من أشعل الفتنة وقتل أفراد الجيش، مضيفة أن تصوير مكان المعركة والشهادات التي وردت في الفيلم تُظهر للرأي العام براءة الشيخ الأسير وجماعته من محاربة الجيش اللبناني. ورفضت هيئة علماء المسلمين ما وصفته بسياسة الكيل بمكيالين ضد الموقوفين، وكذلك الأحكام العالية الصادرة عليهم استنادا إلى التحقيق الأولي الذي جرى تحت الضرب والتعذيب.، كما ثمّنت في بيانها مهنية قناة الجزيرة وحرفيتها في تحري الخبر وعرضه. وكان الشيخ الأسير، المعتقل في سجن رومية بلبنان، قد أكد للجزيرة أن ما جرى مع حركته وأنصاره كان مؤامرة محبوكة شاركت فيها أطراف سياسية لبنانية مختلفة لصالح حزب الله وحلفائه، من أجل التخلص منه ومن جماعته بتوريطها في مواجهة مع الجيش اللبناني. وقال الأسير إن وزير الداخلية السابق مروان شربل اتصل به قبل "معركة عبرا" وأبلغه بأن قرارا اتُّخذ لإنهائه. يشار إلى أن نجم الأسير لمع عام 2012 عندما دعا إلى التظاهر دعما للمعارضة السورية، وبعد سلسلة تحركات لأنصاره وقعت مواجهات مع الجيش اللبناني يوم 24 يونيو/حزيران 2013 تسببت بمقتل 18 جنديا في الجيش و11 من أنصاره، وبعدها توارى الأسير وعدد من رفاقه عن الأنظار. وقد أوقفت أجهزة الأمن يوم 15 أغسطس/آب 2015 الأسير في مطار بيروت أثناء محاولته مغادرة البلاد بجواز سفر فلسطيني مزور، بعد تعديلات على شكله الخارجي أبرزها حلق ذقنه الطويلة وتغيير نظارته وطريقة لباسه.