انتهى الأسبوع بأمطار غزيرة على منطقة الرياض ــ بالذات ــ جعلت قنوات التلفزيون السعودي مرجعاً لكل من يريد معرفة الجواب على السؤال "الكلاسيكي": علقوها ولا لا؟ تلك حالة مضحكة مبكية في عصر يذهب فيه الأطفال إلى المدارس ويعودون تحت وابل المطر في كثير من دول العالم، ولا تفكير في التعليق من عدمه. إنها البنية التحتية التي لم تزل تحت مستوى توقعات وحاجة المواطن بمراحل. ــ اتسم الأسبوع بـ "تراجيدية" تجلت في شاب يبكي في المطار مطالباً بفتاته التي اتهمها الناس بالسحر، ليكتشفوا في النهاية أن الأخ أفرط في تعاطي الكحول، ليتحول إلى "مسخرة" بين مرتادي المطار، فمن شيخ يحاول أن "يقرأ عليه" إلى موظف يأخذه بهدوء إلى ركن بعيد، لئلا يسيء لشكل المحل الذي ظل ينتحب أمامه. يظل السؤال لماذا تستمر هذه السلوكيات من شبابنا وشيبنا في الخارج؟ ــ انتشر مقطع يصور شخصا يعتدي بالطعن على آخر، وبغض النظر من أي أرض أتيا، وسبب ما حدث بينهما، عُرِف عن المعتدي اختلال عقله. كان يجوب الشوارع ويعيش على الأرصفة منذ شهور، ومع ذلك ظل مهملاً من قبل الناس ومن قبل الجهات المعنية بالحماية والرعاية الاجتماعية والصحية، حتى وصل به الحال إلى ما رأينا في المقطع. إذا كان الرجل غير مسؤول عن تصرفاته وحالته النفسية تجعله يفعل أي شيء، فمن نحاسب في هذه الحالة؟ قيم المجتمع القاسي الذي لم يتفاعل ويحل مشكلته، أم الجهات الحكومية التي يجب أن تتولى أمر أمثاله، وتبعدهم عن أن يضروا أو يتضرروا؟ ــ شخصية الأسبوع دون منازع كان الدكتور إسماعيل البشري وأسرته الذين فُجعوا بوفاة خمسة من الأبناء والبنات. الابتلاء سنة من سنن الله في خلقه. أسأل الله أن يربط على قلوبهم ويغفر لموتاهم. تفاعُل الناس مع ما حدث للدكتور وأسرته، أظهر صورة أحيت ترابط المجتمع. الكل تفاعل وكثيرون شاركوا في العزاء، ووسائل التواصل ضجت بذكر الحالة والتعاطف مع الأسرة المكلومة. قَدِم المعزون من كل مكان كباراً وصغاراً. بقي المصورون ــ هداهم الله ــ يرسلون صور الحادث ويعيدون ذكرى مؤلمة، ولهم أقول كفى.