قالت صحيفة «وول ستريت جورنال» قبل أيام، إن الدول غير الأعضاء في «أوبك» غير قادرة على الوفاء بتعهداتها تجاه خفض الإنتاج، رغم أن بيانات «كليبر داتا» تشير إلى انخفاض صادرات روسيا النفطية. مع استمرار صدور بيانات شركة الخدمات النفطية «بيكر هيوز»، التي ترصد التغير في عدد منصات التنقيب عن النفط في الولايات المتحدة، يتبين أن أسعار الخام الحالية، أعلى 50 دولاراً للبرميل، تعزز نشاط الحفر في أميركا. وعلى الرغم من تجاهل الأسعار لهذه البيانات، وفي ظل ترقب تقارير جديدة ربما تدعم الاتجاه الصعودي للنفط، يظل التساؤل القائم والأكثر إلحاحاً هو: «هل تلاعبت أوبك بالأسواق؟»، بحسب تقرير لموقع «أويل برايس». صادرات أوبك يبدو الأمر سينمائياً بعض الشيء عند مطالعة صادرات «أوبك» خلال يناير، التي اعتبرت «أفضل ما يمكن الحصول عليه» ليتحول تركيز الأسواق في فبراير، إلى «ما ينبغي الحصول عليه». والتغير في مشاعر التجار والمنتجين جاء مدعوماً بالوضع الحالي لصافي المراكز المالية طويلة الأجل، التي بلغت مستوى قياسياً، وكذا مخزونات الخام الأميركية، التي بلغت مستويات غير مسبوقة، إلى جانب تضخم المخزونات العائمة في سنغافورة. وتشير بيانات «كليبر داتا»، التي ترصد حركة السفن والشحن إلى أن مجموع صادرات «أوبك» خلال فبراير الماضي كانت أعلى من المستوى المرجعي في أكتوبر، بعدما هبطت مليون برميل في يناير. ويعزى هذا الارتفاع جزئياً إلى نمو صادرات الأعضاء، الذين تم استثناؤهم «ليبيا ونيجيريا»، لكن هذا وحده لا يفسر ارتفاع الصادرات، فالشحنات القطرية والفنزويلية كانت أعلى من شحنات أكتوبر وديسمبر. كما كان متوقعاً منذ البداية، ستكون السعودية والكويت والإمارات مثالاً يحتذى به في الامتثال لاتفاق خفض الإنتاج، ويبدو أن هذا ما يحدث بالفعل، رغم أن انخفاض الشحنات، لا يعني بالضرورة تحقيق الالتزام الكامل. وقالت صحيفة «وول ستريت جورنال» قبل أيام، إن الدول غير الأعضاء في «أوبك» غير قادرة على الوفاء بتعهداتها تجاه خفض الإنتاج، رغم أن بيانات «كليبر داتا» تشير إلى انخفاض صادرات روسيا النفطية. كما ارتفعت شحنات كازاخستان من الخام خلال فبراير أعلى مليون برميل يومياً، تزامناً مع ارتفاع إنتاج حقل «كاشاغان» إلى 160 ألف برميل يومياً، بينما بلغت صادرات أذربيجان أعلى مستوياتها في 11 شهراً. وخفضت المكسيك نصف الحصة المتفق عليها في الخطة، التي وقعتها مع «أوبك»، حيث يفترض أن تخفض 100 ألف برميل يومياً من إنتاجها. في الوقت ذاته، حققت سلطنة عمان امتثالاً كاملاً للاتفاق، حيث خفضت كامل الحصة المخصصة لها والبالغة 45 ألف برميل يومياً. إجمالاً انخفضت شحنات النفط المنقولة بحراً من البلدان غير الأعضاء في «أوبك» بمقدار 200 ألف برميل يومياً، مقارنة بمستويات شهر أكتوبر. آفاق سلبية للأسعار أكدت شركة النفط الحكومية الأرجنتينية «YPF» أنها توصلت لاتفاق مع «شل» لتطوير أصول نفطية وغازية في حقل النفط الصخري « Vaca Muerta»، الذي تتطلع الشركة لتستثمر به 2.3 مليار دولار وحدها هذا العام. وتبلغ مساحة الحقل نفس مساحة بلجيكا تقريباً (حوالي 30 ألف كيلومتر مربع) ويعتقد أنه يحتوي على جزء كبير من احتياطيات النفط الصخري في العالم، ما شجع «شل» على استثمار 300 مليون دولار به. من ناحية أخرى، أصبح الحصول على طاقة الرياح البحرية أرخص خصوصاً عند مقارنتها بنظيرتها البرية، ورغم أن الإدارة الأميركية غير متحمسة لهذا النمط، لكن قد يسهم في توفير الوظائف والاكتفاء ذاتياً من الطاقة. وحددت إدارة أوباما خطة خلال العام الماضي لإضافة 86 ألف ميغاوات من طاقة الرياح بحلول عام 2050، وهو ما يعادل إنتاج 86 مفاعلاً نووياً. ومع تولي حاكم ولاية تكساس السابق ريك بيري مهام وزير الطاقة الأميركي، فإن طاقة الرياح قد تجد حليفاً لها، بعدما سجلت تكساس مستوى قاسياً من النمو في مجال طاقة الرياح.