اعتراض مجموعة من الشباب لموكب أمير منطقة الرياض في إحدى المحافظات للتعبير عن احتفائهم بمقدم سموه بشكل فوضوي، هو نموذج للتصرفات السلبية الشائعة بين أوساط الشباب.. قبل ذلك شاهدنا مجموعة من الطلاب يلقون قصيدة أمام مدير مدرستهم في موكب جماعي لمقر إقامته من أجل إجازة دراسية للاستمتاع بأجواء ماطرة. والمتنزهات الحضرية والبرية تتحول إلى نفايات بعد مغادرة المتنزهين لها ليتحمل عامل النظافة الآسيوي عبء تنظيف مخلفاتهم. الطرق العامة في مدينة الرياض مثلاً تتحول إلى ساحات عراك مع الزحام لا تخلو أحيانا من الشتائم وتصرفات سلبية من قفز أرصفة وقطع إشارات، وسلوكيات محرجة. فأحد الأًصدقاء من الدبلوماسيين الأجانب يقول أكبر مشكلة بالنسبة لي في الرياض هي أن توجه لي الدعوة لزيارة صديق يقيم خارج الحي الدبلوماسي، أو أكلف بعمل رسمي يقتضي الخروج من الحي، فأعرف أنني سأدخل معركة مرورية وضغوط نفسية طول الطريق هي بمنزلة كابوس لا ينتهي إلا عند العودة للحي. فنحن لا نخرج منه إلا لضرورة قصوى!. تلك أمثلة للسلوكيات نتيجة تدني مستوى التنمية البشرية لدينا، وهي تنتشر بشكل مخيف بين الأوساط الشابة. في المقابل، لا توجد سياسات واضحة تستهدف تنمية الإنسان، وإنما أصبح التركيز على السياسات الاقتصادية والمالية خاصة في إطار مجلس الاقتصاد والتنمية الذي يضم كل الوزراء في الأجهزة المعنية. والمؤسسات التعليمية تكاد تكون خالية من أي برامج تكرس الأخلاق والتنمية البشرية. والنظام المروري نسمع عنه ولا نجد من يطبقه. فالسؤال من يعيد التنمية البشرية التي توقفت لدينا بعد أن كان شعار (تنمية الإنسان السعودي) على لسان كل مسؤول؟!.