عندما نذكر شخصية الكرم التاريخية حاتم الطائى، يتبادر للذهن مكان معيشة هذا الرجل الذي سطر اسمه متربعاً على عرش الكرم العربي، ومعه نذكر دياره ديار طيء التي هي حالياً مدينة حائل بشمال المملكة، وفي العصر الحديث يتواصل ربط الكرم مع ذكر هذة المنطقة وأهلها. وفي وقتنا سجلت حائل ايضاً حضوراً وسبقاً لا يضاهى على مستوى مناطق المملكة في مجال رياضي، كان الى زمن قريب حدثاً غريباً على مستوى كل منطقتنا العربية، ومن ثم اصبح علامة حائلية خالصة، وبنكهة دولية، وهو بلا شك رالي حائل المخصص لسباق السيارات والدبابات في الصحاري والمسافات الطويلة. وقد لا يرى البعض رابطاً واضحاً بين حاتم الطائي وسباق الرالي، إلا أن الربط هنا يأخد من باب الشهرة التي وسمت بها حائل ما بين العصر الجاهلي ومابين العصر الحديث، وزمن السبق في تنظيم حدث عالمي وعلى مدار 9 سنوات على التوالي، حيث انطلق هذا الرالي في 2006، ولا يزال يتواصل مع مطلع موسم الربيع في كل عام، وتشهد المنطقة في ايامه حركة ونشاطاً تجارياً لايضاهى في أي موسم آخر على مدار العام، بل وأصبحت المنطقة مقصدا للزوار من مختلف مناطق المملكة ومن دول الخليج في فترة أسبوع العام، وكان ذلك جزءاً من انتعاش وانتشار الوحدات السكنية التي قفزت خمسة اضعاف ما بين 2006 و 2014 وكذلك انتعاش ملموس في جوانب آخر مثل المطاعم والمنتزهات وإيجار السيارات والسلع الاستهلاكية ولوازم الرحلات. وتميز رالي حائل اعطى المنطقة حضوراً جيداً على المستوى التنظيمي والسياحي في كثير من المهرجانات التي تنظم على مدار العام، ومنها مهرجان الصحراء وغيرها من المناسبات، وكذلك أسهم في زيادة الترابط والتنسيق في تنشيط الفعاليات المرتبطة بالمهرجانات سواء من الجهات الحكومية أو من جهات القطاع الخاص، فالرالي مثلاً ليس حدثاً رياضياً فقط، بل هو مناسبة سياحية واقتصادية وثقافية وتوعوية واجتماعية متكاملة، ففي أيام الرالي تشهد المنطقة رزونامة مناشط وحراكاً للجهات الحكومية خصوصا، وتوجه جميعها برامجها ومناشطها التفاعلية نحو الجمهور بشكل يجعل من الرالي حدثاً سنوياً ينتظر الكثير من اهالي حائل وخارجها.