×
محافظة مكة المكرمة

"ملتقى المنتجة" ينطلق بمشاركة 600 أسرة

صورة الخبر

تحديد الاتحاد السعودي لكرة القدم خلال اجتماعه الأخير الأحد الماضي، لسقف رواتب اللاعبين السعوديين بـ200 ألف ريال راتب شهري كحد أعلى، بمعنى 2.400000 في العام الواحد، كان مثار جدل في الوسط الكروي، وإن كانت الغالبية تؤيد تحديد سقف الرواتب، وكان ذلك محل مطالب في فترات سابقة، فالآراء انصبت على أن مستويات اللاعبين لا تتناسب مع عطاءاتهم، لا سيما وأن هناك مبالغ قياسية، فيحيى الشهري انتقل من الاتفاق إلى النصر بأعلى صفقة سعودية بـ40 مليون ريال، ولم يختلف عنه الهداف ناصر الشمراني 40 مليون ريال، نصيب نادي الشباب من الصفقة 25 مليونًا، و15 للاعب، وأحمد الفريدي انتقل من الهلال إلى الاتحاد مقابل 35 مليونًا، وتيسير الجاسم جدد للأهلي بمبلغ 30 مليون ريال. فيما كان الرقم الأعلى لتجديدات النجوم مسجل لقائد فريق الاتحاد السابق محمد نور بقيمة 25 مليونًا قبل نحو 6 سنوات، بينما كانت أعلى قيمة انتقال مسجلة باسم ياسر القحطاني حينما انتقل من القادسية للهلال بـ25 مليونًا، قبل أن يحطم الرقم انتقال مهاجم النصر محمد السهلاوي من القادسية للعالمي بـ32 مليون ريال. جميع هذه المبالغ السابقة واللاحقة اعتبرت قياسية وليست منطقية، ولا سيما متى قورنت بمداخيل الأندية السعودية والتي تعاني حاليًا أزمات في ظل عزوف الشركات عن الرعاية. وجاءت أزمة نادي الاتحاد المالية لتفتح جروحًا في أكبر الأندية السعودية، والغريب أنه في خضم الأزمة جاء التعاقد مع الفريدي بـ35 مليونًا، بالإضافة إلى صفقتي البرازيلي سوزا والكرواتي أنس الشربيني والتي كلفت الاتحاد 75 مليونًا. ويترقب الوسط الرياضي أزمات مالية مماثلة لما حدث في الاتحاد، في أندية أخرى، ويشير المتابعون إلى أن نادي النصر قد يكون رقم 2 بعد أن وقع مع لاعبيه بمبالغ باهظة من أجل المحافظة على منظومة التميز التي حققت بطولة الدوري، وهناك لاعبون ستكون رواتبهم الشهرية نصف مليون ريال، فالقانون الجديد لاتحاد الكرة لن يشملهم، لأن هناك قاعدة قانونية في غاية الأهمية تنص على «القانون لا يسري بأثر رجعي» فجميع التعاقدات التي سبقت قرار اتحاد الكرة لن يشملها قرار تحديد سقف الرواتب. وقبل أن نخوض في رأي «المدينة» تذكروا قائمة من اللاعبين الأجانب أخذوا ملايين اليوروهات والدولارات ولم يستفد منهم، فعلى سبيل المثال لا الحصر تذكروا دي سوزا 10 ملايين يورو مع الاتحاد ولعب مباريات على أصابع اليد تجعله أغلى لاعبي العالم، والبرازيلي سيزار والأرجنتيني موراليس كل منهما كلف الأهلي 10 ملايين يورو، ويوسف العربي انتقل للهلال مقابل 7.5 مليون يورو دون فائدة، وقد يختلف الأمر مع البرازيلي نيفيز والذي بلغ 60 مليون ريال لأنه يستفاد منه، ولكن مقارنة بناصر الشمراني الفارق المالي كبير وشاسع جدًا علمًا بأن المردود الفني متقارب، والنصر حقق بطولة الدوري بمحترف أجنبي واحد وآخر عربي. وفي «المدينة» لنا رأي آخر وبأبعاد مختلفة تتمثل في أن تحديد سقف رواتب اللاعبين السعوديين فيه ظلم لهم في ظل أن المحترف الأجنبي سيتم التعاقد معه بملايين الدولارات واليوروهات دون سقف ولا تحديد، علمًا بأن اللاعب السعودي يقوم باستثمار وتدوير أمواله داخليًا، في المقابل اللاعب الأجنبي مع نهاية كل شهر يتسلم الراتب ويقوم بتحويله خارجيًا، وفي هذا الجانب أبعاد اقتصادية كان ينبغي مراعاتها، كما من المتوقع أن يكون هناك رحيل لنجوم الكرة السعودية لدول الخليج بحثًا عن مبالغ أكبر، ومتى تم ذلك فهي ضربة موجعة للدوري السعودي واستثماراته، علمًا بأن الموهبة لا تقدر بثمن، فالرسام عندما يقدم لوحة إبداعية تباع بأغلى الأثمان، وعلى سبيل المثال لوحة الرسام الإنجليزي «فرانسيسكو بيكون» التي بيعت العام الماضي 2013م بمبلغ 142 مليون دولار، علمًا بأن الرسمة منذ عام 1969م. والفنان يتقاضى راتبًا على مسلسل واحد قد يصل إلى الملايين كما حدث مع الفنان المصري الشهير عادل إمام في مسلسل «العراب» حينما تقاضى 20 مليون جنيه. علمًا أن الأندية ووكلاء اللاعبين بدأوا في إبرام اتفاقات بتنظيم ما تحت الطاولة من شيكات مقدّمة خارج النادي تضمن الفوارق المالية لتجاوز نظام تحديد سقف الرواتب. ما نريد أن نصل إليه أن الموهبة لا تقدر بثمن، والقرار فكّر فقط في مصلحة الأندية وتناسى اللاعبين والأبعاد الأخرى في هجرة جماعية متوقعة للدوريات المجاورة خاصة الجيل الصاعد أمل الكرة السعودية، ولو كانت الهجرة إلى أوروبا لأصبح الأمر مقبولًا لأنه يتعلق بالتطوير، وبقاء سقف الرواتب مفتوحًا والأندية أبصر بظروفها المادية، فمن تريده من اللاعبين تبقيه، ومن ترغب فيه تستقطبه، ومن لا يقنعها تتركه يرحل، ولنترك منظومة العمل الاحترافي تعمل أسوة بغالبية دول العالم المتقدمة كرويًا.