×
محافظة مكة المكرمة

"هاكرز" يدمر موقع جمعية تحفيظ القرآن في الليث

صورة الخبر

يبدو، والله أعلم، أن هناك من يضع نفسه موضع (المنظر) الأكبر للمجتمع فيسمح ويمنع على هواه وبما يتيحه أفقه الشخصي. ومن ذلك هذه الحرب الضروس على الابتعاث والمبتعثين والمبتعثات إلى درجة أننا وجدنا في الطريق إلى العلم، من يحذر من الخطر، حيث لا أعلم أن في العلم خطرا إلا اللهم إذا اعتبرنا التنوير والرقي والتقدم من الأخطار.!! وهذه لعمري حالة لم يسبقنا إليها أحد، لا في قديم الحضارات ولا في جديدها، لأن (الهم) الذي يحمله أي مجتمع بشري سوي هو هم التطور والرفاه. وهما لا يتحققان إلا بدخول دور العلم الكبرى والمرموقة والمشهود لها بالإبداع والتفوق. ونحن، كما تعلمون، لا نزال نراوح في مستوى تعليمنا العالي في مكان بعيد عن جامعات الغرب والشرق، فضلا عن قدرة الاستيعاب في جامعاتنا، لا سيما في التخصصات العلمية المتقدمة وذات الأثر المباشر على تنمية مقدراتنا الوطنية والمجتمعية. وكان من المفترض أن نفرح ويطول فرحنا ببرنامج خادم الحرمين الشريفين، المهم والعظيم، لابتعاث أبنائنا وبناتنا وأن نعض عليه بالنواجذ باعتباره الوعاء العلمي الأكبر والأبلغ أثرا في حياتنا. لكن ها نحن، من غير أن نتوقع ذلك أو حتى نتخيله، نجد من يريد أن يكسر مجاديف هذا البرنامج ويحرم الأولاد والبنات من هذه الفرص التعليمية الذهبية في حياتهم، لمجرد أوهام أو تصورات أو (تعميمات) طالما وضعت العصي في دواليب مراكبنا السائرة إلى الأمام. وتبلغ السذاجة مداها حين تكون أسباب التحذير من خطر الابتعاث مبنية على خطأ أو تصرف فرد أو اثنين أو عشرة من المبتعثين، حيث لا أدري عن من قال لهؤلاء إن كل مبتعث بمثابة (ملاك) وليس بشرا يخطئ ويصيب كما يخطئ ويصيب في بلده. ولا أدري، أيضا، إن كان هؤلاء يعلمون أن هناك مبتعثات ومبتعثين سعوديين حققوا حضورا واختراقات علمية رائدة في جامعاتهم ونالوا جوائز كبرى في البلدان التي ابتعثوا إليها حيث شرفوا أنفسهم وبلدهم. نحن مطالبون، أكثر من السابق، بأن نكثف حالة الابتعاث ونزيد في أعداد المبتعثين والمبتعثات ونسافر لطلب العلم والحكمة إلى الصين وما هو أبعد من الصين، فهذا هو الرهان الحقيقي لمستقبل المملكة وتطور حياة شعبها.  عكاظ