--> إذا أنعم الله عليك بعقل، في خضم هذه الأحداث المصرية والعربية الصعبة، فاحمده سبحانه على ما من به عليك، لأن كثيرين هذه الأيام يفقدون عقولهم لحسابين: إما حساب الأجندة وإما حساب الهوى. والحساب الأول مفهوم تماما باعتبار أن من بايع المرشد على السمع والطاعة في المنشط والمكره مطلوب منه أن يبقى على البيعة وإلا باء بالطرد إلى رصيف الدهماء والكفار والمتخاذلين.!! وأما حساب الهوى فهو ما يقع فيه كثير من المغيبين والمجافين لجادة الصواب، لأنهم سمعوا الإخوان يتلون الآيات ويروون الأحاديث ويعلنون أن (الإسلام) محارب في صورتهم ووجودهم، فصدقوهم دون أدنى تفكير ودون القليل من التدبر والفحص والتمحيص لهذه الأقوال والادعاءات، التي بدأت مع منابر الانتخابات الرئاسية السابقة ولم تنته بعد. وهؤلاء (المغيبون) هم من يدفنون الآن كل موبقة إخوانية نرويها لهم أو نُذكرهم بها. والمُغيب من طبعه أن يبني ويعلي جبال الفضائل للفصيل الذي ينتمي إليه، حتى إذا خاطبته بمنقصة أو جُرم لهذا الفصيل تمترس خلف هذه الجبال وأرسل من خلفها صواعق رأيه الشخصي الذي يسحقك ويسحق الحقيقة التي تنقلها بعد أن نقلتها وسائل الإعلام صوتا وصورة. تقول له إن الإخوان قسموا مصر الموحدة إلى ميدانين وفسطاطين فيقول هات دليلك.!! وتقول له إن مواطنا روى لقناة كذا أن معتصمين بمسجد الفتح أطلقوا النار، قبل أن يدخلوه، على بعض المواطنين فيقول وما أدراك.؟!! وتروي شهادة أحد شهود العيان عن كذب قناة الجزيرة عن فض اعتصام المسجد بالقوة فيقول لك وهل تريدنا أن نصدق العربية.؟!! وتضع أمامه كل شواهد استقواء الإخوان بالخارج والأجانب الذين تربعوا في مسجد رابعة بنعالهم فيقول لك اعطنا وثائقك.؟! وهكذا، لا يبدو أن هناك دليلا مقنعا للإخواني (المغيب) سوى أن تكون أنت في مرمى النيران وتموت. وربما حتى في هذه الحالة يطلب روحك دليلا على أن الإخوان قتلوك من باب أن الإخوان لا يقتلون، بل يوزعون رحماتهم وسماحاتهم وأرغفتهم على المستضعفين في الأرض.!! المسألة إذا هي: عنز ولو طارت وديك ولو باض.!! تويتر: @ma_alosaimi مقالات سابقة: محمد العصيمي : -->