×
محافظة المنطقة الشرقية

سيارات متوحشة في العاصمة السعودية

صورة الخبر

هجوم مسلح يعيد معركة النفط في ليبيا إلى الواجهةعادت ميليشيا ما يسمى بسرايا الدفاع عن بنغازي لمهاجمة منطقة الهلال النفطي التي تسيطر عليها قوات الجيش الليبي منذ سبتمبر الماضي، في تحرك اعتبره مراقبون يهدف إلى التصدي لأي تعديل في الاتفاق السياسي من شأنه أن يمنح دورا أساسيا إلى القائد العام للجيش خليفة حفتر.العرب الجمعي قاسمي [نُشر في 2017/03/04، العدد: 10561، ص(4)]ثروات الليبيين في مرمى نيران الميليشيات تونس - تشهد منطقة الهلال النفطي الليبي، اشتباكات مُسلحة عنيفة، وذلك في تطور لافت لمجريات الصراع الليبي، أعاد معركة النفط في ليبيا إلى واجهة الأحداث، وسط تصعيد للأوضاع في العاصمة طرابلس التي تئن منذ أيام تحت وطأة تصعيد عسكري بين الميليشيات المُتصارعة، يُنذر بقتال عنيف قد يُعيد المشهد الليبي إلى مربع الاقتتال والتشرذم الذي جعل البلاد تقف على حافة الانهيار التام. وبدأت هذه الاشتباكات الجمعة، في منطقة السدرة من الهلال النفطي الليبي، بين قوات من الجيش الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر، التي تُسيطر على الموانئ النفطية منذ شهر سبتمبر الماضي، وعناصر مُسلحة تنتمي إلى جماعة “سرايا الدفاع عن بنغازي”، التي تتألف من تنظيم “أنصار الشريعة” وعدد من الدروع والميليشيات الأخرى المحسوبة على الجماعات المُتطرفة، وتحظى بدعم مفتي ليبيا المعزول والمثير للجدل الصادق الغرياني. وقال قائد أركان سلاح الجوى الليبي، اللواء ركن طيار صقر الجروشى في اتصال هاتفي مع “العرب” من منطقة المرج بشرق ليبيا، إن عناصر مُسلحة وصفها بـ”المرتزقة” هاجمت الجمعة منطقة السدرة من الهلال النفطي في مسعى للسيطرة عليها. وأشار إلى أن هذا الهجوم كان مباغتا، وقد شاركت فيه عناصر تشادية، من تنظيم “حركة العدل والمساواة ” التي لها انتشار واسع في تشاد والسودان وكذلك في ليبيا. وفيما لفت اللواء ركن طيار صقر الجروشى في تصريحه لـ”العرب”، إلى أن المهاجمين استخدموا المدرعات، وأن سلاح الجو الليبي يتعامل معهم، مؤكدا أن “النصر سيكون حليف قوات الجيش الليبي”، قالت رئاسة أركان سلاح الجو الليبي إن مقاتلاتها العمودية والنفاثة استهدفت عددا من العربات التابعة لتنظيم “سرايا بنغازي” جنوب بلدة النوفلية من الهلال النفطي، حيث تم تدمير عدد من الآليات المسلحة.اللواء صقر الجروشي: عناصر تشادية من تنظيم "حركة العدل والمساواة" نفذت الهجوم وتقع النوفلية على بعد حوالي 50 كيلومترا إلى الغرب من ميناء السدرة، وعلى بعد 75 كيلومترا إلى الغرب من ميناء رأس لانوف من منطقة الهلال النفطي، حيث نفذ فيها سلاح الجو الليبي سلسلة من الضربات الجوية، بينما اشتبكت وحدات من الجيش الليبي مع المهاجمين بالقرب من الموانئ النفطية الرئيسية. وأكدت مصادر ليبية مُتطابقة أن قوات الجيش الليبي تمكنت من صد هذا الهجوم، ونقلت عن شهود عيان قولهم إن عددا من أفراد “سرايا الدفاع عن بنغازي” فروا من ساحة الاشتباكات بعد تدمير عدد من آلياتهم بصواريخ المقاتلات من نوع ميغ 23، والعمودية ميغ 35. واعترف تنظيم “سرايا الدفاع عن بنغازي”، بأنه تعرض لغارات جوية شنها سلاح الجو الليبي استهدف تمركز قواته في منطقة النوفلية. وفي المقابل، أعلن عبدالمنعم الدينالي المتحدث باسم وزارة الداخلية في الحكومة الليبية المؤقتة برئاسة عبدالله الثني التي تتخذ من طبرق بشرق ليبيا مقرا لها، أن وزارته دعت جميع أفرادها من ضباط وضباط صف وجنود من منطقة “هراوة” حتى مدينة “أجدابيا” إلى الاستعداد التام للالتحام مع قوات الجيش الليبي لمواجهة ما وصفه بـ”رتل الإرهابيين”، الذي يحاول السيطرة على الموانئ النفطية والعبث بثروات الشعب الليبي. وأكد الدينالي في تصريحات نشرتها وسائل إعلام ليبية محلية، أن الوزارة أعلنت “النفير العام من مدينة أجدابيا حتى مدينة إمساعد الحدودية مع مصر، ودعت كافة أجهزتها الأمنية إلى اليقظة التامة”. وتُعد هذه المحاولة الثانية من نوعها لاستعادة السيطرة على الهلال النفطي التي تمكنت قوات الجيش الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر من انتزاعها من سيطرة حرس المنشآت النفطية برئاسة إبراهيم الجضران الموالي لحكومة الوفاق، في عملية عسكرية مباغتة أطلق عليها اسم “البرق الخاطف” تمت في العاشر من سبتمبر الماضي. وأثارت العملية تحولا نوعيا في مسار المعادلة العسكرية والسياسية في ليبيا، وحولت خليفة حفتر إلى رقم صعب في المعادلة السياسية بالبلاد. ويرى مراقبون أن هذه الاشتباكات المُسلحة التي اندلعت من جديد في منطقة الهلال النفطي، تأتي في أعقاب ثلاثة تطورات أولها دعوة مفتي ليبيا المعزول الصادق الغرياني، أنصاره إلى النفير في بنغازي، والتصعيد العسكري في طرابلس العاصمة، ووصول رئيس حكومة الوفاق الوطني فايز السراج إلى موسكو لبحث التطورات السياسية. واعتبر الناشط السياسي الليبي كمال مرعاش، أن تلك التطورات لها أبعاد سياسية، لافتا في تصريح لـ”العرب” إلى أن المعلومات والتقارير التي تواترت خلال الأيام القليلة الماضية من منطقتي “الجفرة” و”هون”، كانت كلها تشير إلى استعدادات عسكرية كبيرة للهجوم على الهلال النفطي. وربط هذا التصعيد العسكري بوجود تخوفات لدى البعض من الفرقاء الليبيين من إمكانية إخضاع اتفاقية الصخيرات إلى تعديلات باتجاه إعطاء دور أساسي للجيش الليبي بقيادة المشير حفتر. وشدد على أن هذا التحرك يهدف إلى إجهاض هذا التوجه، وبالتالي القضاء على آخر محاولة للتوفيق بين الأطراف المتصارعة. ويبدو واضحا أن الأطراف الليبية المتصارعة تتجه نحو توظيف مختلف أوراق الضغط سياسية كانت أم عسكرية لتحسين مواقعها على خارطة التحركات السياسية التي تكثفت على مستوى دول الجوار، وبقية القوى الدولية المعنية بالملف الليبي، وصولا إلى روسيا التي يزورها حاليا السراج.