استعرضت ما تم عرضه علي في المجلس العلمي الخاص لفعاليات المؤتمر الدولي الأول اللغة العربية والنص الأدبي على الشبكة العالمية والذي قامت به جامعة الملك خالد في مدينة أبها ممثلةً في قسم اللغة العربية بكلية العلوم الإنسانية وذلك خلال يومين فقط من 1438/5/17 حتى 1438/5/19. ولقد وجدت أن المؤتمر توصل إلى ( إحدى عشرة ) توصية بالغة ذات أهمية بالغة حسب ما فهمت صوب اللغة وأدآبها. وحقيق بي بعد نظري لذلك أن أشيد بهذا اللقاء الجيد والذي أعتبره ندوةً عالية القيمة في ذات المسار اللغوي المطلوب في مثل هذا الوقت الذي لم أر خلال عصور خلت أحوج منه إليها. ولست أشك بقدرة المستمعين وثقل دورهم واجتهادهم الذي طرحوه من خلال ذلك الاجتماع مما عرض علي في المجلس العلمي والذي نظرته مرة أخرى في المجلس القضائي الخاص والذي فيه ما ظهر لي وما وجدته من ضرورة كي أعيد القراءة مرة ومرة. لقد استعرضت التوصيات ( الـ 11) فوجدتها بعد تأمل أن ذلك تكراراً بأساليب مختلفة بين هذا المؤتمر وبين بعض ما طرح في كثير من الندوات العلمية أو اللغوية. أولاً / فخذ مثلاً التوصية الثانية ( اعتماد اللغة العربية الفصحى في كتابة المدونات الإبداعية والنقدية وصياغة المصطلحات والمفاهيم ). ثانياً / ومثل ما جاء في التوصية ( 7 ) ( تعميق العلاقة بين المختصين في الدراسات اللغوية والمختصين في البرمجيات لتحقيق أهداف علمية وتعليمية ). ثالثاً / ومثل ما ورد في التوصية الأخيرة ( 11 ) ونصها ( تنسيق الجهود بين المؤسسات العلمية لتوحيد ضوابط التوثيق والأرشفة على الشبكة العالمية ). رابعاً / وما لفت نظري هو ما جاء في التوصية رقم ( 1 ) تقول تلك : ( الدعوة إلى إقامة فعاليات علمية تواصل ما طرح في المؤتمر من دراسات وأبحاث علمية جادة. وهذه التوصية تدخل في باب الملاحظات على مسار نظره لتبادل المعلومات وجلب الآراء والاستدراكات حيال ما طرح في هذا اللقاء إنني وسواي من المختصين حينما نستعرض مثل هذه التوصيات نجدها خرجت من خلال جهد جيد وهي محاولة لتلمس ما تحتاجه اللغة العربية وأدآبها من باب الشعور بالمسؤولية تجاه أمر يحسن أن يكون ويدوم. ولست بباخسٍ (جامعة الملك خالد ) حقها وما قام بها قسم اللغة العربية وأدآبها بكلية العلوم الإنسانية ولكن الذي أخذ على هذا الاجتماع هو كما قلت آنفاً ( التكرار ) ( الاختلاف حول التسمية اللغوية عبر وسائل التواصل الاجتماعي ). ولست أدري هل تم الاتفاق على تعريفٍ حول هذا أو لم يتم. إذ لم يرد هذا من خلال التوصيات مع أنني أراه من اللوازم فحبذا توضيح ذلك لعموم الفائدة. ومن نافلة القول أن أقول لم أجد ضرورة التنسيق من الجامعات العربية والإسلامية ممثلةً في أقسامها اللغوية والعلمية ولم أجد كذلك الإشارة إلى الوزارات العلمية المهتمة لإثراء هذا الاجتماع الحيوي. كما أنني لم أجد وهذا أمرٌ أراه ضرورياً التوصية برفع تقارير ولو كانت سنوية عن مستجدات اللغة مما قد يتم طرحه من ندوات أو مؤتمرات. يبدو لي أن هذا الاجتماع الجيد فقد شيئا من ضرورة التأني وسعة البال حيال النقاش العقلي نحو اللغة وأدآبها لا القلبي لحاجة اللغة للحماية ووضع تنبيهات لمن قد يقع منه خللٌ من المعنيين في مجالات العلم واللغة والأدب والبحوث ذات الاعتبار في مثل هذا لاسيما الحرص على صحة الآثار وذلك بصحة الأسانيد ومعرفة حقيقة أصول الجرح والتعديل وما يتم نقله في مطولات المصادر. كما أنني بعد دراسة متأنية للتوصيات لم أجد ذكراً لضرورة الإضافات النوعية في التوصيات ولا فيما طرح وهذا أمرٌ لو حضره مثلاً الإمام ( حماد بن سلمة ) شيخ الخليل بن أحمد الفراهيدي أو حضره الإمام اللغوي المحدث ( العيني ) شارح صحيح البخاري أو حضره على سبيل المثال ( ابن جني ) أو ( السيرافي ) شارح كتاب سيبويه أقول لو حضروه جدلاً لجعلوا الإضافات النوعية غير المسبوقة لجعلوا هذا كله أصلاً من أصول القصد في هذا الاجتماع أو غيره مثله وأجزم كل الجزم أن ( د/ يحيى الشريف ) عميد كلية العلوم الإنسانية ورئيس اللجنة العالمية للمؤتمر سوف يشاطرني الرأي أو لعله يفعل. لهذا فنحن أحوج شيءٍ إلى التجديد والطرح العلمي القائم على سوقهِ ليبقى خالداً لقوة ما يرد من أرآء وتوصيات لم تطرح من قبل. فلعل هذا الاجتماع اللافت للنظر علمياً ولغوياً يكون مقدمةً لآخر مثله لكن برؤية تجديدية نوعية وبسعة بال متين وطول نظر ثقيل وتوصيات قوية لم تطرح من قبل يحتاجها المشهد العلمي كما يحتاجها المشهد اللغوي وكذلك المشهد الأدبي ليتفاعل الكل نحو إضافات أعتقد أنها موجودة لو جذرنا التأصيل والتقعيد وتحفزت لدى البعض الموهبة ليكون الأمر على صبغةٍ قوية يذكرها كل أحد عبر تطاول العهود وما التوفيق إلا بيد الله.