×
محافظة الرياض

أمير منطقة الرياض يزور محافظة الدوادمي ويشرف عدداً من الفعاليات

صورة الخبر

مغارة بقلب العاصمة الجزائرية، ارتبطت باسم الأديب الإسباني ميغيل سرفانتس مؤلف دونكيشوت، لأنه آوى إليها حين هروبه من الأسر. الموقعتقع مغارة سرفانتس في أسفل جبل ببلدية بلوزداد بالعاصمة الجزائرية، وتطل على ميناء العاصمة، ويبلغ طولها سبعة أمتار وعرضها متران، وتعتبر معلما ثقافيا، وهي غير بعيدة عن مؤسستين ثقافيتين وطنيتين هما المكتبة الوطنية والمتحف الوطني. تشتمل المغارة على غرف ومنحوتات  أثرية تكونت بفعل الطبيعة، إلى جانب حديقة صغيرة تزينها بعض الأشجار وأدراج مؤدية إلى الغابة. التاريخوبالرغم من وجود العديد من المغارات الجميلة في الجزائر -مثل مغارة "الكهوف العجيبة" غرب مدينة جيجل- فإن مغارة سرفانتس اشتهرت لكونها ترتبط بفترة مهمة من حياة الأديب الإسباني ميغيل سرفانتس مؤلف دونكيشوت. فقد اختبأ سرفانتس بهذه المغارة المظلمة بعد محاولته الهروب من الأسر، وفيها بدأ التفكير في كتابة عمله الشهير، دونكيشوت . وبحسب المصادر التاريخية، بدأت حكاية سرفانتس مع الجزائر عندما منحه الجيش الإسباني إجازة ليعود إلى بلده قادما من إيطاليا، لكن في طريق العودة حاصرته ثلاث سفن جزائرية قبالة سواحل مرسيليا بفرنسا، يقودها قائد البحرية العثماني دالي مامي، وتم أسره رفقة أخيه رودريغو عام 1575. وبسبب ما كان يحمله سرفانتس من خطابات توصية للملك من شخصيات عدة، طالبوا بفدية لإطلاق سراحه. وبعد مكوثه في الأسر أكثر من أربع سنوات، قدم قسيسان إلى الجزائر ومعهما مبلغ من المال لفدية سرفانتس، لكن في النهاية تم الإفراج عن شقيقه رودريغو فقط. وبقي سرفانتس بين الأسر ومحاولات الفرار الفاشلة إلى أن جمعت والدته وتجار مسيحيون في الجزائر مبلغ الفدية المتفق عليه، وقدر وقتها بخمسمئة أوقية ذهب، فأطلق سراحه في 19 سبتمبر/أيلول 1580. وخلال عودته إلى موطنه الأصلي كتب عام 1605 الجزء الأول من رائعته "العبقري النبيل: دون كيشوت دي لا مانتشا"، وأتى جزؤها الثاني عام 1615 بعنوان "العبقري الفارس: دون كيشوت دي لا مانتشا".  الترميمورغم أنها تحظى بأهمية تاريخية، تعرضت مغارة سرفانتس للإهمال، لكن السلطات الجزائرية تعاونت مع السفارة الإسبانية ومعهد سرفانتس الثقافي في الجزائر من أجل إعادة إحياء المغارة وقصة سرفانتس، وذلك للفت أنظار السكان والسياح إلى هذا المعلم التي أقام فيها واحد من أشهر كتاب الإسبانية. وأعادت السلطات الجزائرية تهيئة المغارة عام 2006 بجهد مشترك بين الحكومتين الجزائرية والإسبانية، تخليدا لمرور أربعة قرون على صدور الرائعة الأدبية "دون كيشوت"، من أجل تحويلها إلى مكان سياحي وثقافي يضم أعمال سرفانتس لتشجيع السياحية الثقافية.