أعلن قائد الأمن الوطني الفلسطيني في لبنان اللواء صبحي أبو عرب ان «هناك ضغطاً كبيراً على مخيم عين الحلوة من الدولة اللبنانية في قضية المطلوبين (الفارين الى المخـــيم) وهم لبنانيون، ونسأل لماذا هم داخل المخيم؟ نحن لم ندخلهم هم دخلوا والمطلوب منا الآن اعتقالهم، لا، نقول: على المطلوبين اللبنانيين أن يخرجوا من المخيم كما دخلوه، حفاظاً على 100 ألف نسمة في المخيم، من شادي المولوي وغيره ونقول لهم ارحموا أطفال هذا المخيم ونساءه ومن فيه». ورأى ان يكون تسليم هؤلاء «بالطرق الصحيحة، لا نريد فتح معارك، واذا كان من مجال لإخراجهم، فليخرجوا، واذا امتنعوا هناك تصرفات أخرى إن شاء الله». وكان أبو عرب من ضمن وفد اللجنة المكلفة من القيادة السياسية الفلسطينية المنبثقة من اجتماع السفارة الفلسطينية التي جالت على فاعليات صيدا، لاطلاعها على القرارات التي اتخذت لوقف النار الساري المفعول في مخيم عين الحلوة والخطوات التي ستطبق لحفظ أمن المخيم والجوار، في وقت عقد لقاء فلسطيني ضم اللجنة المذكورة والقيادة السياسية للفصائل والقوى الوطنية والإسلامية في منطقة صيدا، في مسجد النور في المخيم. وطالب المجتمعون وكالة «أونروا» بفتح مؤسساتها في أسرع وقت. ومساء، نقل الفلسطيني المطلوب للسلطات اللبنانية محمد فايز الناطور الى مستشفى الراعي في صيدا بسبب اصابته بطلق ناري في رأسه في المخيم، ومنها الى مستشفى الحريري الجامعي بمرافقة قوى امنية كونه مطلوباً. وتردد ان الناطور اصيب خلال الاشتباكات الاخيرة وساء وضعه الصحي، وذكرت رواية ثانية انه اصيب في حادث لم تعرف طبيعته. وكانت النائب بهية الحريري تابعت التطورات في المخيم مع رئيس فرع مخابرات الجيش اللبناني في الجنوب العميد خضر حمود وقائد منطقة الجنوب الإقليمية في قوى الأمن الداخلي العميد سمير شحادة. والتقى وفد اللجنة مفتي صيدا وأقضيتها الشيخ سليم سوسان. وضم كلاً من: أبو عرب، عضو المكتب السياسي لجبهة التحرير الفلسطينية صلاح اليوسف، ممثل «عصبة الانصار» أبو سليمان السعدي، المسؤول السياسي لحركة «حماس» أحمد عبدالهادي، عضو اللجنة المركزية في الجبهة الديموقراطية عدنان أبو النايف، ممثل حزب «الشعب» في لبنان غسان أيوب، ممثل «الجبهة الشعبية- القيادة العامة» أبو علي أحمد، وعن «الحركة الاسلامية المجاهدة» أبو اسحق المقدح وعن «أنصار الله» محمود حمد. وقال ابو النايف بعد اللقاء: «سنعطي مهلة زمنية محددة لكل المطلوبين اللبنانيين للخروج من المخيم». وفي حال رفض من يؤوي هؤلاء المطلوبين تسليمهم، قال: «سنتعامل مع هذا الكلام بحزم وسنخرجهم ولو بالقوة». وزار الوفد منسقية «تيار المستقبل» في الجنوب والتقى المنسق العام ناصر حمود. وجرى «تأكيد مشترك لضرورة تثبيت الأمن داخل المخيم والحرص على أمن الجوار». وأسف الوفد لما «حصل لأهلنا في صيدا الذين طاولهم منا الأذى بفعل الأحداث التي حصلت، وكانت كل الفصائل التزمت ضرورة أن نعمل في شكل مشترك وألا يكون هناك أي فريق يتحرك في شكل منفرد وألا يشكل أحد مأوى لأي مطلوب للدولة في المخيمات وان نرفع الغطاء السياسي عن كل هؤلاء المطلوبين، وأعطي هؤلاء مهلة للخروج من المخيم وإلا ستأخذ القيادة الفلسطينية إجراءات محددة لعدم بقائهم فيه بالتعاون والتنسيق مع الجهات اللبنانية المعنية». وشدد حمود على وجوب «التسريع بتسليم المطلوبين، إن كانوا فلسطينيين أو لبنانيين أو من أي جنسية أخرى، لأن ذلك يريح الداخل والخارج ونتمنى التسريع في المحاكمات». وزار الوفد رئيس بلدية صيدا محمد السعودي. وأكد أبو عرب تعليقاً على تسليم أحد قياديي «عصبة الأنصار» نفسه للسلطات اللبنانية، أن «موقف كل القوى الفلسطينية في المخيم موحد على أن يسلم المطلوبون أنفسهم، ومنهم في قضايا بسيطة، الى الدولة لإنهاء ملفاتهم. وبالنسبة الى المطلوبين الفلسطينيين، فسنعالج موضوعهم». وقال السعودي: «كان موقف صيدا واضحاً بـ «ارحموا الدم الفلسطيني»، لأننا نعرف معاناة أهالي المخيم والقاطنين فيه، وهناك وحدة حال بين صيدا والمخيم وعلينا العمل جميعاً على تحصين وقف إطلاق النار». وزار الوفد عبدالرحمن البزري الذي شدد على «وجوب عدم تكرار الاشتباكات وتوحيد الجهود لتدارك أي تداعيات مستقبلية». ودعا «لقاء الجمهورية» برئاسة الرئيس ميشال سليمان أهالي عين الحلوة والقوى الفلسطينية الحريصة على أمن هذا المخيم وغيره، «الى الإسراع في تسليم المطلوبين الى الدولة وعدم السماح بتكرار تجربة «نهر البارد» بسبب حفنة من الإرهابيين غير الآبهين بتداعيات الاشتباكات فلسطينياً».