المنطقي والمعقول هو ان يبني الإنسان ثروته مما تعج به الأسواق من بضائع وسلع ايا كان مصدرها او محل صناعتها، لكن غير المنطقي وغير المعقول ان يبني البعض ثرواتهم من مخلفات الاسواق أيا كان مصدرها أو صناعتها، هي مهنة لا تكلف ممارسها كثيرا من رأس المال غير بعض الجهد والتعب لجمع الخردوات وبيعها لأصحاب الحظائر ممن لا يقلون عنهم ثروة وغنى. هم لا يعرفون للشقاء معنى فالمال لا يأتي الا بالتعب كما يقول احدهم. المهنة هذه لا تكلف صاحبها غير مركبة حوض وحوش أو قطعة أرض فضاء يخزن فيها ما جمعه من شوارع جدة. بضائع مهملة استطاعت تشييد ثروات لممارسيها وغالبيتهم من العمال الاغراب. «عكاظ الأسبوعية» طرقت ابواب حظائر الخردة واستنطقت اصحابها ووقفت على سلعها ومنتجاتها وخردتها من حديد وألمنيوم وكرتون وعلب عصيرات وغيرها من المخلفات التي قد لا يهتم بها أصحابها الحقيقيون. ويروي لنا عبدالمنعم مدير احد الاحواش في جدة ان الحوش تعود ملكيته لأحد المواطنين ويتولى هو شراء الخردة والمخلفات من حديد وألمنيوم وورق مقوى، وبعد ذلك يعيد ترتيبها ووضعها في الأماكن المخصصة في السكراب، ويتم الوزن الدقيق قبل عملية الشراء. في أحد شوارع جدة الطرفية رصدت عدسة (عكاظ) مجموعة من البنغلادشيين يعملون على وزن كمية كبيرة من الكراتين ثم بيعها على أحد أصحاب الناقلات. ويقول مرشد بأنه يعمل في احدى الشركات ويصل راتبه إلى 1000 ريال.. والمبلغ كما يقول لا يفي متطلباته والتزامات أسرته في بنغلاديش. فقرر تأمين نفسه بعمل اضافي لا يكلفه كثيرا من رأس المال والجهد، يقول مرشد انه يربح في الشهر الواحد نحو ثلاثة اضعاف ما يتقاضها من شركته. حيث يبيع كيلو الورق بـ 70 ريال لاحد اصحاب الاحواش والبعض من اصحابه يربحون 4 آلاف ريال شهريا من الكراتين فقط. في حوش اخر رصدت (الاسبوعية) عاملا يعمل على ترتيب السكراب وتوضيب ما جمعه خلال الفترة السابقة وقدر الرجل قيمتها بنحو 80 ألف ريال، والبضاعة متنوعة بين أسلاك الكهرباء والمحولات وقطع الألمنيوم. سألناه عن دخل الحوش شهريا فحاول التهرب من الاجابة وبعد الحاح واصرار اخرج الرجل ما في قلبه وقال ان دخله يتراوح بين 13 إلى 16 ألف ريال، حيث يتم تسويق المجموع الى ملاك المصانع التي تعمل على اعادة تدويرها. ويروي فهيم بأن أحد أبناء جلدته بنى ثروته في بنغلاديش من السكراب والمخلفات. في بعض أحواش السكراب المتطورة عثرت (عكاظ) على 10 عمال كل منهم يقوم بمهمة معينة منهم من يقص الحديد وآخر يفرق القطع عن بعضها بالاضافة إلى صاحب البوكلين الذي يقوم بجمع الحديد وضغطه حتى يصبح على شكل مربعات يسهل بيعه. ويقول احدهم إن أغلب مصادر البضاعة من العمال الوافدين الذين ينشطون في جمع المخلفات. وفي الاثناء يروي نعيم بأن البعض يستهين بهذه المهنة المربحة نعم هي متعبة بعض الشيء ولكن كل شيء يهون من اجل الربح الوفير.