أكد تقرير للأمم المتحدة على أن عدد الذين يحتاجون لمساعدات إنسانية في السودان يصل إلى 6,1 ملايين شخص، يعيش أكثر من نصفهم في إقليم دارفور فيما تبلغ جملة تكلفة المساعدات 995 مليون دولار. وذكر التقرير أنه في نهاية مارس الماضي فر 200 ألف من منازلهم بسبب القتال في دارفور، إضافة إلى أكثر من مليوني شخص يعيشون في مخيمات منذ بدء الحرب في الإقليم قبل 11 عاما. وأعلنت بعثة حفظ السلام في دارفور، أن السبب الرئيس لفرار الناس تمثل في هجمات قامت بها ميليشيا شبه عسكرية على القرى، ووصفت الحكومة هذه الاتهامات "بالهراء". وفي جنوب كردفان والنيل الأزرق التي يقاتل فيهما متمردو حكومة الخرطوم منذ 3 أعوام، تقدر الأمم المتحدة عدد الذين تأثروا بالصراع بحوالي 1,1 مليون شخص. كما تم تسجيل وصول حوالي 60 ألف شخص منذ بدء القتال في دولة جنوب السودان في ديسمبر الماضي. وأعلن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية "أوشا"، أن 5,5% فقط من جملة التمويل البالغ 995 مليون دولار تم الحصول عليه. وقالت أوشا إنه في الوقت الذي توجد فيه حاجة للمزيد فإن نسب التمويل تناقصت خلال السنوات الثلاث الماضية، معللة ذلك بوجود حاجات في أقطار أخرى، إضافة إلى قلق المانحين إزاء أمن عمال الإغاثة وحرية حركتهم. وأشار مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية إلى أن هناك "تحسنا معتدلا في الوصول إلى المناطق التي تسيطر عليها الحكومة في جنوب كردفان والنيل الأزرق، ولكن مازال المدنيون في المناطق التي تسيطر عليها الحركة الشعبية منقطعين عن المساعدات من داخل السودان"، فيما أكدت السلطات السودانية على أن منع الوصول سببه الحرص على سلامة العاملين في مجال الإغاثة. ومن جهته، قال مفوض العون الإنساني في السودان سليمان عبدالرحمن إن البلاد على استعداد لمساعدة أي مجموعة إغاثة دولية أو محلية في الوصول للمحتاجين أينما كانوا "لكن يجب أن تؤخذ في الحسبان حماية هؤلاء العاملين". يذكر أنه في عام 2009 طردت الحكومة السودانية عددا من منظمات الإغاثة الدولية من دارفور على إثر إصدار المحكمة الجنائية الدولية مذكرة اعتقال بحق الرئيس عمر البشير بتهمة ارتكاب جرائم حرب في الإقليم.