برزت دعوات سياسية وحقوقية تطالب السلطات اليمنية بالتحقيق في الهجوم الذي تعرضت له قيادة المنطقة العسكرية الرابعة بمدينة عدن، وأسفر عن سقوط عدد من القتلى والجرحى في صفوف الجيش وعناصر تنظيم القاعدة، فيما انتقدت صنعاء موقف طهران من التدخل في شؤونها الداخلية، وطالبتها بأن تترجم أقوالها بعدم التدخل في الشأن اليمني إلى أفعال. وكان الهدوء قد عاد تدريجيا الى مدينة عدن بعد يوم من محاولة مسلحين، يشتبه في انتمائهم لتنظيم القاعدة، السيطرة على مقر المنطقة العسكرية الرابعة في حي فتح بالمدينة. وقال سكان محليون إن الهدوء يسود المدينة، فيما شددت نقاط أمنية من إجراءاتها، إلا أن حالة من التخوف تنتاب الكثيرين هناك؛ نتيجة ما حدث لموقع عسكري يفترض إن يكون محصنا، وفي مأمن من أية هجمات، فيما دانت شخصيات سياسية وقوى حزبية ما حدث في عدن، عدّت أن استهداف موقع قيادة المنطقة العسكرية الرابعة تمتد أضراره إلى حياة المواطنين، وتمتد آثاره إلى ضرب الاستقرار والسكينة في المحافظة والوطن. وقال رئيس حزب العدالة والديموقراطية محمد عمر زين السقاف، إن هذا العمل الإجرامي يستهدف الجميع، مما يتطلب من السلطات التوجه نحو اصطفاف وطني نحو الاستقرار، بينما دعا الناطق الرسمي لأحزاب اللقاء المشترك محمد النعيمي إلى فتح تحقيق عاجل في الواقعة الإرهابية وإعلان نتائج التحقيقات على الرأي العام، وإلزام اللجان التي شكلت في حوادث إرهابية مشابهة إلى إعلان نتائج تحقيقاتها. في غضون ذلك طالبت الخارجية اليمنية الحكومة الإيرانية أن تترجم أقوالها إلى أفعال بشأن عدم التدخل في الشؤون الداخلية اليمنية، واصفة التصريحات الأخيرة للمتحدثة الرسمية باسم وزارة الخارجية الإيرانية مرضية أفخم، بغير الدقيقة، ولا تخدم العلاقات الثنائية بين البلدين. وأكد مصدر مسؤول بوزارة الخارجية أن السلطات وأجهزة الأمن اليمنية لم ولن تدخر جهدا في مواصلة الجهود الحثيثة من أجل إطلاق سراح الدبلوماسي الإيراني المختطف نور أحمد نيكبخت بسلام، وكذا تعقب مرتكبي جريمة اغتيال الدبلوماسي الإيراني علي أصغر أسدي، لينالوا عقابهم العادل وردع كل من تسول له نفسه الإضرار بعلاقات اليمن مع الدول الشقيقة والصديقة.