تعلّمت بينيلوب فيون من بيئتها الريفية أن تعيش كبطلات القصص، وسط الأولاد والحيوانات، وأن تتجنّب المشاكل والمواقف المعقدة. كان والدها محامياً إنكليزياً مرموقاً وعضواً في نادي «الروتاري» العالمي، وسمّى ابنته التي وُلدت في 31 يوليو 1955 بينيلوب كاثرين. أما والدتها، فكانت في الأصل من ويلز في بريطانيا. أنجب والداها خمسة أولاد: بينيلوب وجاين وكيم وسارة وجايسون. كان منزل العائلة يشمل 21 غرفة. درست الابنة الكبرى بينيلوب في كلية الملك هنري الثامن وبرعت في اللغة الفرنسية، ثم تابعت درس الأدب في كلية لندن. لتحسين لغتها الفرنسية، عملت مساعِدة في مدرسة «مانس». قصتهما كانت تتناول العشاء مع أصدقائها على وقع الموسيقى حين بدأت قصتها مع فرانسوا فيون. في ربيع عام 1980، كان هو أنهى للتو خدمته العسكرية وكانت هي أنهت دراسة الحقوق. بعد شهرين، تزوّجا دينياً في ويلز. كذلك تزوجت شقيقة بينيلوب الثانية جاين ببيار، أحد أشقاء فرانسوا، فلحقت الشقيقتان زوجَيهما إلى فرنسا. كان فيون حينها لا يزال سياسياً محلياً ومستشاراً عاماً ثم انتُخب نائباً في عام 1981. كانت زوجته راضية بهذا الوضع ولم تتخيّل تطوّر وضعهما مستقبلاً. وكانت تستضيف جيرانها وتشارك في نشاطات المدرسة وتغني في جوقة الكنيسة في منتصف الليل وتزور المرضى في مراكز المتقاعدين. لازمت الزوجة بينيلوب منزلها وحدها في معظم الأوقات وأنجبت ابنها الخامس أرنو في عمر الخامسة والأربعين. أقامت عائلة فيون بعدها في باريس، وأصبح فرانسوا وزيراً بينما كانت زوجته تعتني بطفلها الجديد. وراحت لاحقاً تقصد المسرح وتمارس اليوغا والفروسية في المدرسة العسكرية. كانت تريد بكل بساطة أن تنشئ جواً من الهدوء والسلام لزوجها. الظهور لكن في 17 مايو 2007، اضطرت بينيلوب المتحفّظة إلى الظهور علناً في جوار فندق «ماتينيون» حيث يقيم ثلاثة من أولادها. كانت ترتدي سترة مجعدة، ولم تكن تضع ماكياجاً. كانت تشعر بأن هذه الحياة ليست لها، ثم بدأت تنظّم المناسبات وتشارك في رحلات سفر رسمية وفي عروض الأزياء العالمية والحفلات الموسيقية. وسرعان ما اعتادت على أجواء باريس وعلى الحياة السياسية. لكن رغم ذلك لطالما سعت إلى البقاء في الظل والابتعاد قدر الإمكان عن مهنة السياسة. مستشارة وفضيحة في 16 مايو 2012، غادرت بينيلوب منطقة «ماتينيون» وبدت امرأة مختلفة. كبر أولادها ولم يعد أحد يشغلها، لذا وافقت على عرض رئيس بلدية «سولسمس» وأصبحت مستشارة في البلدية. لم تشأ أن تحقق أي طموحات سياسية، بل اكتفت بعملها كمستشارة لكنها تأثرت بالحملة خلال الانتخابات التمهيدية في فرنسا وأصبحت عرّابة اللجان النسائية مع فيون، فراحت تقابل الفرنسيات وتدافع عن حماية الطفولة والمساواة بين الجنسين. لطالما رفضت الامتيازات وكانت تعود إلى منزلها في الحافلة. لذا كان أمراً مفاجئاً أن نسمع أنّ هذه المرأة التي تتمسّك بمبادئ صارمة تلقّت 900 ألف يورو مقابل وظيفة وهمية. لم تتكلّم بينيلوب علناً منذ الفضيحة التي نشرتها صحيفة «لو كانار أنشينيه». هل تمنعها طبيعتها المتحفظة من الدفاع عن نفسها؟ يقول فرانسوا إن زوجته مستعدة للكلام لكنه لا يوافق على هذه الخطوة الآن. يبدو مرشّح معسكر اليمين مرتاحاً في الفترة الأخيرة ويريد أن يركّز على الجانب الإيجابي من قرار المحققين. بعد 66 يوماً على بدء الجولة الأولى، لا يتصوّر رئيس الوزراء السابق أن القضاء يمكن أن يتدخّل في مسار الحملة الانتخابية، ما يعني أنه يعتبر الاقتراع العام مرجعه الوحيد. يعترف فيون بأنه فكّر بالانسحاب لكنه قرّر التفكير باحتمال الفوز ويشعر بأنه سينتصر رغم صعوبة الوضع. لكن تشير استطلاعات الرأي إلى أنه يحصد 20% من الأصوات ويأتي في المركز الثالث بعد كل من مارين لوبان وإيمانويل ماكرون. فيون يتحرك جماعياً فهم فيون أخيراً ضرورة أن يتحرّك جماعياً، لذا عاد لمقابلة نيكولا ساركوزي للمرة الثانية خلال أقل من شهر. يقال إن الحديث الأخير بين الرجلين كان «صريحاً»، وتطرّقا خلاله إلى الشؤون العامة ومسار الحملة الانتخابية. نصحه الرئيس السابق بالاتكال على «مواهب معسكر اليمين». في المقابل، أعلن ساركوزي أنه سيظهر علناً في نهاية الحملة. اتصل فرانسوا فيون أيضاً بآلان جوبيه. وفي 15 فبراير، نجح للمرة الأولى منذ الفضيحة في إسماع صوته عبر تكرار فكرة ساركوزي عن تخفيض سن المسؤولية الجنائية إلى 16 سنة. بعد أقل من أسبوع، قدّم تفاصيل إضافية عن خطته الإصلاحية على مستوى الضمان الاجتماعي. تمكّن بذلك من إطفاء الشرارة التي اشتعلت غداة الانتخابات التمهيدية بسبب اقتراحاته «الشائبة». تعلّم فيون أخيراً مبادئ النقد الذاتي. لكنه استخلص أهم الاستنتاجات الحاسمة على الصعيد السياسي. لإعادة تنشيط معسكره، سيجمع عدداً من المساعدين وينفتح على الآخرين ويسامحهم. قرر أيضاً أن ينشئ فريقاً صغيراً للرد على الهجوم واختار مجموعة من المحترفين لتجاوز هذه المرحلة الشائكة. لتحسين نتائجه في استطلاعات الرأي، يجب أن يتواصل مع الأطراف كافة، لكن من دون أن يسمح للآخرين بالتحكم به.