قدمت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) الاثنين الماضي إلى الرئيس دونالد ترمب الهيكل الأولي لخطة القضاء على تنظيم الدولة الإسلامية من أجل تصعيد الجهود في هذا المجال إنفاذا لوعد قطعه خلال حملته الانتخابية. ورغم أن الوزارة أحاطت الخطة بسرية وكتمان شديدين فإن محللين يرجحون أن خطة الرئيس الأميركي دونالد ترمب للتعامل مع تنظيم الدولة قد لا تختلف كثيرا عن سلفه باراك أوباما، غير أنها ستتسم بمزيد من "السرعة" للتعجيل بهزيمته. وبحسب خبراء ومحللين، فإن الخطة ستتضمن "إقامة مناطق آمنة داخل سوريا والدفع بقوات برية محدودة إلى هناك لن تزيد على خمسة آلاف مقاتل" والضغط المالي على تنظيم الدولة. ويقول المتخصص في إدارة الصراعات بجامعة جون هوبكنز للدراسات الدولية المتقدمة دانييل سيروير إن خطة ترمب ستعتمد على مواصلة استخدام القوة الجوية المبنية على الاستخبارات في تحديد أهدافها من طائرات مسيرة وأخرى يقودها طيارون. غير أنه لم يستبعد إجراء بعض التعديلات من أجل التعجيل بانتصاره، "لكن الحرب تسير بشكل جيد". ويعرب عن يقينه من "نجاح ترمب في هزيمة داعش قبل انتهاء ولايته"، إلا أنه يرى في الوقت نفسه أن هذا لا يعني اختفاء تنظيم الدولة، ورجح أن عناصره سيعودون للعمل السري "ويستمرون بالقتل والتشويه وخلق الفوضى". ويرى أنه لا يزال من الصعب الحديث عن محتويات خطة ترمب، ويعتقد أن السؤال المهم يدور بشأن ما إذا كان سيضع قوات تقليدية على الأرض إلى جانب القوات الخاصة الموجودة في سوريا حاليا.تنظيم الدولة يمتلك أسلحة ثقيلة ويسيطر على مناطق بسوريا والعراق (أسوشيتد برس) التوغل أكثرولم يستبعد أن يميل ترمب إلى "التوغل أكثر من الناحية العسكرية، لأنه لا يفكر في كيفية إدارة المناطق عند استعادتها من داعش، وهذا خطأ، لأن التنظيمات المسلحة أظهرت قدرة على التعافي والعمل السري". وطالب سيروير ترمب بأن يتعلم من خطأ أوباما المتمثل في تدخل قوات الناتو في ليبيا، في إشارة إلى إسقاط حكم العقيد الراحل معمر القذافي من دون الإعداد للمرحلة التالية. ونقلت صحيفة ميلتري تايمز المعنية بالشأن العسكري عن مصادر لم تسمها في البنتاغون القول إن الخطة "ستقود إلى مشاركة أكبر للبلاد في سوريا، وربما المزيد من القوات البرية على الرغم من أن الخطة الحالية تبدو ناجحة". وطبقا للمصادر نفسها، فإن البنتاغون سيؤكد على "العناصر غير العسكرية للحملة التي يتم تنفيذها، مثل الضغط على تمويل داعش والحد من تجنيده والتصدي لدعايته بشن هجمات في أميركا وأوروبا". وبحسب الصحيفة، فإن الخطة ستواجه "أسئلة صعبة"، من بينها طبيعة الدور العسكري الروسي في سوريا في ضوء إعلان ترمب عن رغبته في العمل مع روسيا ضد "داعش" مقابل تمسك البنتاغون بعدم الذهاب إلى ما هو أبعد من الاتصالات العسكرية للتنسيق تفاديا للحوادث الجوية فوق سوريا.الجنرال فوتيل أعرب عن تأييده مقترح ترمب بإنشاء مناطق آمنة داخل سوريا(رويترز) طابع دوليونقلت قناة "سي أن بي سي" الأميركية عن محللين القول إن القوات التي يمكن أن تقحمها واشنطن في الحرب ضد تنظيم الدولة بسوريا ستكون في حدود خمسة آلاف مقاتل بالإضافة إلى خمسمئة جندي موجودين بالفعل. وتشير إلى أن مسؤولا مطلعا -فضل عدم الكشف عن اسمه- أبلغ القناة بأن الخطة الجارية مناقشتها تتسم بطابع "واسع ودولي"، بحيث تتخطى محاربة تنظيم الدولة عسكريا، ولن تكون "محصورة في العراق وسوريا". واستبعد المحللون الدفع بأعداد كبيرة من الجنود إلى سوريا، لأن ذلك من شأنه إثارة "رد شعبي عنيف ورافض"، وفق القناة الأميركية. وفي مقابلة مع مجلة فورين بوليسي أعرب قائد المنطقة الوسطى في الجيش الأميركي الجنرال جوزيف فوتيل عن تأييده مقترح ترمب بإنشاء مناطق آمنة داخل سوريا. وكان ترمب أوعز إلى وزارة الدفاع الشهر الماضي البدء بتنفيذ دراسة معمقة لخطة محاربة تنظيم الدولة والوصول إلى استنتاجات لدعمها بطريقة تسرع هزيمته. وخلال حملته الانتخابية نهاية العام الماضي تعهد ترمب بمحاربة تنظيم الدولة وهزيمته بقوة، كما دعا في مقابلة مع قناة "سي أن أن" عام 2015 إلى قصف التنظيم دون هوادة. يشار إلى أن ترمب يعتزم رفع الميزانية المخصصة للبنتاغون بمقدار 54 مليار دولار، في خطوة منه لزيادة التعزيزات العسكرية لبلاده.