إيفا غرين (34 سنة) ممثلة فرنسية ذات جذور سويدية، وهي إبنة النجمة السينمائية مارلين جوبير التي عرفت أوج شعبيتها في سبعينات القرن العشرين. وبعدما بدأت غرين في تعلم الآثار راغبة في التخصص في الآثار المصرية، غيّرت خط سيرها والتحقت بمدرسة للدراما في باريس أولاً ثم في لندن ونيويورك، واحترفت المسرح وثم السينما عندما اكتشفها المخرج الإيطالي الشهير برناردو برتولوتشي في العام 2002 مانحاً إياها بطولة فيلمه «الذين يحلمون». وقد فتح اتقانها للغة الإنكليزية باب العمل أمامها في أفلام بريطانية وأميركية، أبرزها «مملكة السماء» للسينمائي ريدلي سكوت، و «كازينو روايال» وهو من أفلام جيمس بوند وتقاسمت فيه غرين البطولة مع دانيال كريغ. ونزل حديثاً إلى صالات السينما فيلم «300: ميلاد إمبراطورية» للسينمائي نوام مورو. وتدور أحداث الفيلم في زمن الإغريق، وتؤدي غرين شخصية الملكة الشريرة أرتيميزيا التي لا تتردد في التخلص من أقرب المقربين إليها إذا شعرت بأنهم يعترضون طريقها الى السلطة المطلقة، الأمر الذي لا يمنعها من استخدام أنوثتها كفخ لجذب الرجال الى حبالها العاطفية قبل أن تغتالهم بأبشع الوسائل. ولمــناسـبـــة حمــلــة الــتــرويــج لهذا العمل التقت «الحياة» غرين وحاورتها. > حدثينا عن الظروف التي جعلت هوليوود تمنحك الدور النسائي الرئيسي في فيلم «300: ميلاد إمبراطورية»؟ - ترغب الطريقة الهوليوودية في أن يطوف المخرج العدد الأكبر من البلدان الأوروبية إضافة إلى أميركا الشمالية، بحثاً عن الممثل الأنسب لدور في فيلم يعده. وهذا ما حدث بالنسبة الى فيلم «300: ميلاد إمبراطورية»، إذ أن شخصية الملكة اليونانية الشريرة الخائنة والجذابة في آن معاً كان لا بد أن تتميز بصفات متناقضة في حد ذاتها، مثل النعومة والشراسة، الحب والكراهية، ثم التحول في غمضة عين من إمرأة عاشقة إلى أخرى قادرة على القتل بلا أي رحمة. أنها تعاني، إلى حد ما، من إنفصام في الشخصية. كما أن المخرج نوام مورو رفض اللجوء، في شأن مظهر شخصية الملكة، إلى المؤثرات المرئية المبنية على التكنولوجيا الحديثة وفضل العمل على الطريقة القديمة التي تحبذ قيام الماكياج وحده بإجراء كل التعديلات في مظهر الممثلة، ثم ترك عنصر إقناع المتفرج على عاتق الموهبة التمثيلية التي تنعم بها هذه الممثلة بالتحديد. ووجدت نفسي صاحبة الدور من أجل إجراء الاختبار أمام الكاميرا في باريس، في يوم كان المفروض فيه أن أسافر إلى لندن من أجل التمثيل في فيلم للتلفزيون، وبالتالي كنت مشغولة بموضوع السفر هذا وخائفة من أن يفوتني قطار «اليوروستار»، وتوجهت إلى الإختبار من دون أن أعيره أدنى أهمية في الحقيقة، بل لأرضي وكيلة أعمالي أكثر من أي شيء آخر. أجريت الاختبار ثم سلّمت على المخرج بسرعة واندفعت في الطريق العام بحثاً عن سيارة تاكسي تقودني إلى محطة القطار، وفي الوقت نفسه لم أستطع التخلص في ذهني من صورة عشرات الممثلات الجالسات في غرفة الإنتظار من أجل الاختبار ذاته واللاتي سبقتهن لمجرد أن وكيلة أعمالي كانت قد نبهت أصحاب الشأن الى أنني على عجلة من أمري لأنني مسافرة. > وهل جاءك الرد الإيجابي سريعاً؟ -لا أبداً، فقد مرت الأسابيع الطويلة من دون أن أسمع أي خبر، إلى درجة أنني نسيت الحكاية، خصوصاً أنني لم أكن مؤمنة بجديتها في الأساس، إلى أن أتاني الرد في يوم ما وفي شكل لم أتوقعه، بمعنى أنه كان عليّ السفر إلى هوليوود من أجل لقاء المنتجين، وعددهم سبعة، ثم المخرج مرة ثانية لأن كل هؤلاء الأشخاص كانوا يرغبون مناقشة بعض تفاصيل الدور معي. أتذكر كيف أنني سألت وكيلة أعمالي عن معنى هذه الرحلة، فهل كانت بمثابة إعلان عن كوني قد حصلت على الدور أم لا؟ وردت عليّ الوكيلة بأنني بالطبع مرشحة للفوز به، لكنني لم أفز بعد، وكان اسمي مدرجاً فوق ما يسمونه القائمة القصيرة «شورت ليست». لم أكن معتادة هذه الطريقة على رغم عملي في الماضي مع الأميركيين وفي أفلام ضخمة، مثل «مملكة السماء» للسينمائي ريدلي سكوت، و «كازينو روايال» وهو من أفلام جيمس بوند . وشعرت بشيء من الغضب وبرغبة في الإمتناع عن السفر وتجاهل هؤلاء الأشخاص كلياً، لكن وكيلة أعمالي هددتني بإنهاء تعاملها معي إذا أقدمت على مثل هذا التصرف، وبالتالي سافرت إلى هوليوود على حساب الشركة المنتجة للفيلم وأقمت هناك في فندق فاخر فبدأت نظرتي تجاه هذا المشروع ككل تتغير بعض الشيء. > وهل خضعت لاختبار جديد إذاً؟ -لا، لكنني سئلت عن مهاراتي الرياضية وقدراتي الجسمانية، وعندما أجبت بأنني بطلة في رياضة التاي كويندو الآسيوية وفي الكاراتيه، طلبوا مني العودة بعد ثلاثة أسابيع إلى هوليوود والبقاء فيها طوال شهر كامل من أجل التدريب بإشراف فريق متخصص واكتساب مهارات جسمانية ورياضية فوق العادة. وسألتهم إذا كان كل هذا الكلام يعني أنني حصلت على الدور فردوا بلا، وبأنني قد أحصل عليه إذا تفوقت في نهاية شهر التدريب على الممثلات التسع الأخريات اللاتي سيتدربن مثلي. قادة عسكريون > كيف تحملت كل هذه المشقة؟ - فعلاً كدت أن أتصرف معهم بأسلوب غير مهذب بالمرة، لكنني عرفت كيف أتحكم بنفسي بفضل خبرتي في الرياضة الآسيوية التي تعلّم المرء الصبر قبل أي شيء آخر. > وهل تدربت إذاً وتفوقت على الممثلات التسع الأخريات؟ - تدربت فعلاً ووقعت بين أيدي أبطال رياضيين لم يرحموني ورفضوا نسج أي علاقة إنسانية معي مبنية على الود، بل كانوا بمثابة قادة عسكريين علموني الزحف والقتال والهجوم على غيري وتسلق الحواجز، فأنا انخرطت فعلاً في الجيش وخرجت من التدريب وجسمي قد تحول وصار يشبه أي جسم رجالي رياضي، أو على الأقل جسم بطلة رياضية روسية أو ألمانية شرقية. أما عن الممثلات الأخريات فلم أشاهدهن ولا مرة واحدة، وكنت كلما سألت عنهن يقال لي إن كل واحدة منا تتدرب وتقيم في مكان مختلف عن غيرها من أجل تفادي المنافسة بيننا وعدم فسح المجال أمام انتشار الروح السلبية في أثناء التدريب. وفي النهاية وبعد عناء علمت بأنني فزت بالدور. > وهل استخدمت كل ما تدربت عليه في ما بعد أثناء التصوير؟ - نعم، فقد تطلب مني دور الشريرة مرونة جسدية متفوقة، خصوصاً أنني أديت كل شيء بنفسي، من دون بديل أو لجوء إلى مؤثرات تقنية من أي نوع. > كيف عشت مثل هذه التحولات الجسمانية إذاً؟ - عشتها بصعوبة كبيرة، فليس من السهل على أي إمرأة أن تتخلص هكذا من أنوثتها في شهور قليلة وتبدو مثل الرجل بارزة العضلات، وهذا غير تحمّل نظرات الناس إليّ أينما ترددت في المحلات والمطاعم. لقد تعلمت أن الجنس البشري في النهاية لا يرحم، وكم من مرة شعرت بأنني شبه متهمة بالشذوذ من خلال نظرات الآخرين في الشارع والأماكن العامة، لأنني كنت صاحبة عضلات وذات شعر قصير. > أنت إذاً دفعت ثمن تجربتك الهوليوودية الجديدة غالياً؟ - نعم أعتقد ذلك حقاً، لكنني راضية عن كل شيء في نهاية الأمر، خصوصاً أنني تعلمت الكثير من خلال هذه التجربة عن مهنتي وعن الحياة العامة. > للعودة إلى الوراء في حياتك السينمائية بعض الشيء، كيف كان تصرف النجم دانيال كريغ معك في أثناء تصوير فيلم جيمس بوند «كازينو روايال»؟ - العلاقة بيننا كانت مبنية على الإحترام المتبادل، وهي كانت جيدة، إلا أنها لم تتحول صداقة حقيقية في أي وقت من الأوقات، وهذا ما حرص عليه كريغ لسبب لا أعرفه ولا تهمني معرفته. كان يقضي وقته خارج أوقات التصوير في المزاح وسرد النكات وكأنه كان يحرص على إضحاكي، الأمر الذي يمنع بطبيعة الحال من الدخول في مناقشات جادة في شأن أمور الحياة. > أين تقيمين؟ - أتنقل في شكل مستمر بين باريس حيث توجد والدتي، وأيضاً أختي التوأم، ولندن، بما أن أبي يقيم هناك. وعند الضرورة أذهب الى هوليوود. هوليوود