النجاح الكبير الذي يتم تحقيقه في تطبيق التأمين الصحي، والذي أصبح يشمل أكثر من 98% من السكان في أبوظبي ودبي يعد دافعاً قوياً لوزارة الصحة والجهات المعنية الأخرى للإسراع في تطبيق التأمين الصحي الاتحادي الذي طال انتظاره لسنوات طويلة، ولم ير النور إلى الآن.منذ أكثر من 8 سنوات والتأمين الصحي مطبق بشكل إلزامي في أبوظبي إلى أن ارتفع عدد المسجلين إلى أكثر من 3 ملايين و200 ألف نسمة، وفي كل عام تتزايد أعداد المسجلين في نظام التأمين الصحي في أبوظبي ودبي ما يؤكد أن النظام ناجح، ويسهم بدور كبير جداً في توفير مظلة صحية شاملة، إلى جانب تعزيز مستوى الخدمات المقدمة من خلال تنافس المنشآت الصحية على تقديم الأفضل. مبررات الجهات الاتحادية في عدم صدور نظام التأمين الصحي الاتحادي إلى الآن هو لابد من توافق مع الجهات المحلية المعنية في تطبيق التأمين قبل صدور النظام، ولكن يبدو أن الجهات الصحية الاتحادية ما زالت غير مستعدة لتطبيق التأمين الصحي، لأن جهات محلية تطبق التأمين الصحي منذ سنوات ستكون مستعدة للتنسيق على المستوى الاتحادي في مجال التأمين الصحي. أياً كانت سلبيات التأمين الصحي من وجهة نظر البعض، إلا أن الفوائد لا حصر لها، سواء للمسجلين في النظام أو المنشآت الصحية الحكومية والخاصة التي شهدت نقلة نوعية منذ تطبيق التأمين الصحي، لأنها تسعى بكل الطرق إلى الاستثمار الأفضل والأنسب في توفير خدمات صحية متطورة تجذب أكبر عدد من المراجعين والمرضى. نتيجة التطبيق الناجح للتأمين الصحي دفع بالقطاع الصحي الخاص ليكون منافساً قوياً للمنشآت الصحية الحكومية، الأمر الذي أدى إلى أن نسبة كبيرة من المراجعين استقطبتهم المستشفيات والمراكز الصحية الخاصة لتطوير مستوى أدائها في الدرجة الأولى إلى جانب مرونة وسهولة وسرعة الحصول على المواعيد عند الأطباء المعالجين.لا يوجد أي مبرر أمام وزارة الصحة ووزارة المالية وغيرهما من الجهات المعنية في التأخير في تطبيق التأمين الصحي الاتحادي الإلزامي الذي أصبح مطلباً ضرورياً وعاجلاً، وعليها أن تسعى بشكل جدي لإخراج المشروع إلى النور وتطبيقه بدلاً من أن يظل حبيس الأدراج منذ سنوات طويلة. سلام أبوشهاب Salam111333@hotmail.com