قصفت مقاتلات روسية قوات تدعمها الولايات المتحدة في العديد من القرى الصغيرة شمال سوريا، بعد أن اعتقدت خطأً أن قوات تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) توجد في تلك المنطقة، حسبما أعلن جنرال أميركي بارز الأربعاء 1 مارس/آذار 2017. وصرح الجنرال ستيفن تاونسند للصحفيين بأن مقاتلات روسية وأخرى تابعة للنظام السوري قصفت قرىً إلى الجنوب الشرقي من مدينة الباب في محافظة حلب الثلاثاء، ما أسفر عن عدد غير محدد من الإصابات. وقال إن الروس، على ما يبدو، لاحظوا خروج عدد من مقاتلي تنظيم "الدولة الإسلامية" من المنطقة، ولذلك افترضوا خطأً أن القوات القادمة هي من الجهاديين. وصرح للصحفيين قائلاً: "قصف عدد من المقاتلات الروسية ومقاتلات النظام (السوري) بعض القرى التي أعتقد أنهم ظنوا أن (داعش) يسيطر عليها.. ولكن كان على الأرض في الحقيقة عدد من عناصر التحالف العربي السوري الذي ندعمه". وقوات التحالف العربي السوري هي جزء من تحالف أوسع يدعى "قوات سوريا الديموقراطية" التي تتألف من فصائل كردية وعربية تدربها الولايات المتحدة وتقدم لها المشورة لقيادة القتال ضد تنظيم "الدولة الإسلامية". وأضاف تاونسند أن القوات الأميركية كانت على بعد أقل من 5 كيلومترات من القرى التي تعرضت للقصف ولاحظوا القصف. وأضاف أن الجنود الأميركيين أبلغوا عن الخطأ الذي تم إبلاغ الروس إياه بسرعة، عن طريق خط خاص مخصص لمنع التصادم بين قوات الطرفين، بعد الاتفاق عليه بين البلدين؛ لتجنب حدوث أية أخطاء. وقال تاونسند: "أصبح واضحاً أن الضربات تصيب عدداً من مواقع التحالف السوري". وأوضح: "تم إجراء بعض الاتصالات السريعة عبر قنوات منع التصادم، واستقبلها الروس وأوقفوا القصف هناك". وأحال تاونسند الأسئلة عن أية إصابات إلى تحالف القوات السورية. ويوجد حالياً نحو 500 جندي أميركي في سوريا، وجميعهم تقريباً من كوماندوز العمليات الخاصة. ويقتصر دورهم على تقديم النصائح للقوات المحلية والبقاء خلف الخطوط الأمامية. ويتزايد تعقيد الحرب السورية، حيث تشن روسيا حملة قصف لدعم نظام الرئيس السوري بشار الأسد، إلا أنها تقصف أحياناً تنظيم "الدولة الإسلامية". أما تركيا، فقد دخلت شمال سوريا وتقاتل التنظيم الجهادي، كما تحاول مواجهة القوات الكردية التي تدعمها الولايات المتحدة. وتحاول الولايات المتحدة دعم الأكراد دون إغضاب حليفتها تركيا. وقال تاونسند: "الوضع الميداني في أرض المعركة معقد للغاية، حيث توحدت 3 جيوش وقوة عدو في المنطقة الضيقة نفسها". وأضاف: "الوضع صعب ومعقد جداً.. يجب على الجميع التركيز على داعش.. وليس قتال بعضهم بعضاًعن عمد أو عن غير عمد".