×
محافظة المنطقة الشرقية

"زفة" راقصة لـ"عروس مصرية" بأحد المنتزهات بالطائف

صورة الخبر

التكافل سمة من سمات المجتمعات الرّاقية، وفي المجتمع المسلم الحقيقيّ رعاية المحتاجين وتوفير سبل العيش الكريم حقٌّ لهم على المجتمع وليس منّة منه وفضلاً. وقد شهدنا في السنوات الأخيرة نمواً في العمل التّطوعي وانتشار المؤسسات الخيريّة في طول البلاد وعرضها، وهي ظاهرة محمودة يُشكر القائمون عليها، ومن منطلق أنّ المسلم مرآة أخيه فإنّ لي وقفة مع بعض هذه الجمعيّات المعنيّة بمساعدة فقراء الداخل، فهُم ينصبون حاوياتٍ لجمع الملابس المستعملة في معظم الأحياء، وخصوصاً الرّاقية منها! الفكرة مِن حيث المبدأ لا غبار عليها، والهدف لا شكّ نبيل، لكن الذي لا أتفق معهم عليه هو آليّة التنفيذ، وذلك لأسباب يأتي على رأسها هذا الفقير المستهدف من المشروع، إنّه سيلمح تلك الحاويات كأصنام تنتصب في أبرز المواقع، وإذا ما دقّق النّظر فيها رآها كالمتخم الذي أفرغ ما في جوفه من سموم التّرف، فالأكياس السّوداء توحي بأن ما فيها أسوأ من أن تقع عليه عين، فهي إمّا قديمة أو متّسخة، فماذا لو رأى تلك الأكياس ممزقة قد تطايرت أحشاؤها من حولها؟ عندئذٍ لا بدّ أنّ ألماً سيسكنه أكبر من ألم الفقر، أمّا الغنيّ فهو إمّا سيشعر بالاشمئزاز أو سيراها كالقمامة الضّارة. من هنا أقترح على هذه المؤسسات -مشكورة- أن تُزيل هذه الحاويات وتستبدلها بوسائل أرقى، كأن تضع لهذه المساعدات معايير تحفظ للفقير كرامته، فتخصص متطوعين يذهبون إلى بيت المتبرع ويتسلمون ما لديه ليرسلوها بعد ذلك إلى مصنع يُعدها للاستعمال الآمن. إنّ الصّدقة الملوّثة، والممزّقة، والمتّسخة، والمتجعّدة من تزاحمها في الصناديق، ستُحزن الفقير ولنْ يُثاب عليها الغنيّ.