يُعرف ملعب أولد ترافورد في مدينة مانشستر بمسرح الأحلام، وقد اكتشف المدرب الأسطوري أليكس فيرجسون المعنى الحقيقي لهذا الوصف خلال تجربته الأسطورية مع اليونايتد، فهو حوّل مهمة حصد الألقاب إلى هواية مع الشياطين الحمر بين مدرجات هذا الملعب، ووصولاً إلى أشهر ملاعب أوروبا، ليطوي صفحته الأخيرة قبل 4 سنوات وبحوزته 48 لقباً، منها 38 لقباً مع اليونايتد. وفي الصيف الماضي، وصل جوزيه مورينيو إلى هذا المسرح عندما قرر استئناف مسيرته المشرقة في أرض الأحلام، وحقق بالأمس لقبه الثاني مع مانشستر يونايتد، بعد الفوز على ساوثامبتون في المباراة النهائية لكأس رابطة المحترفين، ليؤكّد حضوره في قائمة أكثر المدربين فوزاً بالألقاب في المسابقات الأوروبية الأقوى، مع أمل باستمرار رحلة حصد الألقاب، على خطى فيرجسون.أليكس فيرجسونبدأ أليكس فيرجسون مسيرته التدريبية عام 1974، عندما كان في الـ 33 من العمر، عندما أشرف على قيادة نادي إيست ستيرلينجشاير المغمور في أسكتلندا لفترة وجيزة، قبل أن يمضى 4 مواسم ناجحة مع نادي سانت ميرين الذي صعد به من الدرجة الثالثة نحو الفوز بلقب دوري الدرجة الثانية وصولاً للمشاركة في دوري الدرجة الأولى في أسكتلندا. وبدأ فيرجسون رحلته مع الألقاب بعد انتقاله عام 1978 إلى نادي أبردين، ونجح معه في كسر هيمنة سيلتيك ورينجرز على الكرة الأسكتلندية ليحقق 8 ألقاب محلية في 8 مواسم، بالإضافة إلى لقبي كأس أبطال الكؤوس الأوروبية والسوبر الأوروبي عام 1983. وكتب السير أليكس الجزء الأكبر من مجده في الأولد ترافورد، حيث قاد مانشستر يونايتد للفوز بـ 32 بطولة محلية، منها الفوز بلقب الدوري الإنجليزي 13 مرة، كما نجح بحصد الميدالية الذهبية في دوري الأبطال مرتين، بالإضافة إلى فوزه بالثلاثية التاريخية الوحيدة في تاريخ اليونايتد عام 1999.أوتمار هيتزفيلدعرفت الكرة الألمانية عبر التاريخ مجموعة من الأسماء اللامعة في عالم الإدارة الفنية على صعيد الأندية والمنتخبات، لكن المدرب أوتمار هيتزفيلد استعان بلغة الأرقام ليضع نفسه على رأس قائمة أنجح المدربين في تاريخ ألمانيا. وخاض هيتزفيلد المحطتين الأخيرين من مسيرته كلاعب في سويسرا، ليبدأ هناك مسيرة تدريبية عرفت النجاح الفوري، حيث حقق 6 ألقاب محلية مع ناديي آراو وجراسهوبر في غضون 7 مواسم، قبل أن يبدأ مشواره الحقيقي في عالم التدريب مع انتقاله لقيادة بروسيا دورتموند عام 1991، وصولاً لتعيينه مدرباً لبايرن ميونيخ عام 1998. وحقق هيتزفيلد مع العملاقين الألمانيين مجموعة كبيرة من الألقاب، حيث فاز بلقب الدوري الألماني 7 مرات، كما تُوج بلقب دوري الأبطال مع دورتموند عام 1997، ومع بايرن ميونيخ عام 2001، علماً أنّه طوى صفحته الأخيرة عام 2014 بعد 6 سنوات مع المنتحب السويسري الأول.جوزيه مورينيوأضاف جوزيه مورينيو جائزة جديدة إلى حائط إنجازاته بعد فوزه بكأس رابطة المحترفين ليلة الأحد، ليرفع عدد الألقاب التي حصدها كمدرب إلى 24 منذ بداية رحلته عام 2000. وكان مورينيو قد بدأ مسيرته التدريبية عبر تجربتين وجيزتين مع نادييْ بنفيكا ويونياو لييرا في البرتغال، قبل أن يفتح طريقه نحو الألقاب عند انتقاله إلى بورتو عام 2002 الذي حقق معه 6 بطولات في موسمين فقط، ومن ضمنها الفوز بلقب الدوري الأوروبي عام 2003 ودوري أبطال أوروبا في العام التالي. واستمر مورينيو في اصطياد الجوائز في تجاربه التالية مع أندية تشيلسي والإنتر وريال مدريد، ليضيف إلى سجله لقب الدوري الإنجليزي 3 مرات، ولقب الدوري الإيطالي مرتين، بالإضافة إلى فوزه بالليجا الإسبانية عام 2012، علماً أنّه حقق لقبه الثاني في الشامبيونز مع الإنتر عام 2010.جيوفاني تراباتونيأمضى الإيطالي جيوفاني تراباتوني الجزء الأكبر من مسيرته كلاعب مع نادي ميلان، واستلم قيادة الجهاز الفني للروسونيري عام 1974 وبعد مرور 3 سنوات من اعتزاله، قبل أن يتخذ منعطفاً هاماً بعد مرور عاميْن مع انتقاله لتدريب الغريم يوفنتوس، ليبدأ في حصد الإنجازات لحساب السيدة العجوز مع 14 لقباً في 13 موسماً حولته إلى أحد أبرز المدربين في تاريخ اليوفي والكرة الإيطالية والأوروبية. ولم يكتفِ تراباتوني بهذا القدر من المجد، حيث خاض بعد ذلك 4 تجارب أخرى مع الإنتر وبايرن ميونيخ وبنفيكا وسالزبورج النمساوي، وقد نجح في الفوز بلقب الدوري مع جميع هذه الأندية الـ 4. وطوى تراباتوني الصفحة الأخيرة من كتابه المشرق في عالم التدريب عبر تجربة أخيرة مع المنتخب الإيرلندي في الفترة ما بين 2008 و2013.بيب جوارديولالم يكن بيب جوراديولا بحاجة للكثير من الوقت حتى ينجح في الوصول إلى هرم المدربين، فهو طبع بصمته التكتيكية منذ موسمه الأول مع فريق كاتالوني مدجج بالنجوم عام 2008، واستمر في لفت الأنظار مع برشلونة لفترة دامت 4 مواسم حقق خلالها 14 لقباً، علماً أنّه حقق في العام 2009 سداسية تاريخية عبر الفوز بالدوري والكأس والسوبر في إسبانيا ودوري الأبطال والسوبر الأوروبي ومونديال الأندية. وخاض جوارديولا تجربته التدريبية الثانية عام 2013 مع فريقٍ كبير آخر هو بايرن ميونيخ، وقد حقق مع النادي البافاري 7 ألقاب في 3 مواسم، ليرفع محصلته من الألقاب إلى 21 لقباً في 7 مواسم، قبل انتقاله في الصيف الماضي إلى مانشستر سيتي.لويسفان جاللم ينجح المدرب الهولندي لويس فان جال في طبع بصمة النجاح خلال تجربته الأخيرة مع مانشستر يونايتد، لكنه اختار محطة الشياطين الحمر للفوز بلقبه الأخير في مسيرته التدريبية الحافلة، وذلك بعد الفوز بلقب كأس إنجلترا في الموسم الأخير قبل أن يعلن عن اعتزاله في الصيف الماضي. ووصل فان جال إلى اليونايتد بعد سلسلة من المحطات الناجحة مع برشلونة وألكمار وبايرن ميونيخ والمنتخب الهولندي، لكن محطته الأبرز كانت مع نادي أياكس الهولندي الذي كان أول الأندية التي دربها، حيث أمضى مع زعيم الكرة الهولندية 6 مواسم حقق خلالها 11 بطولة، وكان أبرزها تتويجه بلقب دوري أبطال أوروبا وكأس السوبر الأوروبي وكأس العالم للأندية عام 1995.بوببايزليأمضى الإنجليزي بوب بايزلي قرابة 40 سنة بين أسوار نادي ليفربول، فهو بدأ مسيرته الاحترافية لاعباً في مركز الجناح الأيسر عام عام 1939 وارتدى قميص الردز في 15 موسماً، قبل أن يُعيّن في العام 1959 مساعدا للمدرب ليشغل هذا المنصب فترة استمرت 15 موسماً، وصولاً إلى توليه لقيادة الجهاز الفني عام 1974 وحتى العام 1983. وعاش ليفربول تحت قيادة المدرب بايزلي سنوات مليئة بالنجاحات، حيث حصل في عهده على لقب الدوري الإنجليزي ولقب الدرع الخيرية 6 مرات، ولقب كأس إنجلترا 3 سنوات، كما عرف الفريق مع بايزلي نجاحات قارية مع تتويجه بلقب دوري الأبطال في 3 مناسبات، بالإضافة إلى لقب الدوري الأوروبي ولقب السوبر الأوروبي مرة واحدة. كارلو أنشيلوتييخوض المدرب الإيطالي كارلو أنشيلوتي في الموسم الجاري تجربته الثامنة في عالم التدريب، فهو أشرف منذ العام 1995 على قيادة أندية في 4 بلدان مختلفة، وصولاً إلى انتقاله إلى ألمانيا عبر بوابة بايرن ميونيخ في الصيف الماضي. وتضم تشكيلة ألقاب أنشيلوتي ألقاب الدوري في إيطاليا وإنجلترا وفرنسا وإسبانيا، وهو يقص طريقه نحو إضافة لقب الدوري الألماني إلى لائحة إنجازاته هذا الموسم، علماً أنّه عُرف خلال سنواته التدريبية باختصاصه بالألقاب الأوروبية، فهو تُوّج عام 1999 بلقب كأس الإنترتوتو مع يوفنتوس، كما قاد ميلان نحو منصة دوري الأبطال مرتين، قبل أن يُتوّج بلقب دوري أبطال أوروبا للمرة الثالثة عام 2014 عندما قاد ريال مدريد نحو اللقب العاشر للنادي الملكي في المسابقة الأوروبية الأشهر.-------------------------------------------------------التجربة الأسكتلنديةبعيداً عن أليكس فيرجسون الذي يتصدر قائمة أكثر المدربين فوزاً بالألقاب عبر التاريخ، عرفت الكرة الأسكتلندية منذ سنوات بعيدة مجموعة من المدربين الذين اصطادوا الكثير من الجوائز، مستفيدين من السيطرة الدائمة لنادييْ سلتيك ورينجرز على أجواء كرة القدم في أسكتلندا. وعلى سبيل المثال، تُوّج المدرب ويلي مالي بـ 30 لقباً محلياً مع نادي سلتيك في الفترة ما بين 1897 و1940، قبل أن يحقق الأسكتلندي الآخر بيل ستروث العدد نفسه من الألقاب مع رينجرز بين عاميْ 1920 و1954. ويُعتبر يوك ستاين أحد أبرز المدربين في تاريخ الكرة الأسكتلندية، فهو قاد سلتيك نحو لقبه الوحيد في دوري الأبطال عام 1967، بالإضافة إلى فوزه بـ 26 لقباً محلياً في الفترة ما بين 1960 و1978. ومن ناحيته، حقق المدرب والتر سميث 21 لقباً محلياً خلال مواسمه الـ 11 مع نادي رينجرز بعد مسيرة انتهت قبل 6 سنوات.