حمى فيتو روسي صيني في مجلس الأمن الدولي النظام في دمشق من العقوبات، فيما طغى الجدل حول الأولويات على مباحثات «جنيف4» السورية، إذ أصر وفد الحكومة، ودعمته موسكو، على أولوية بحث موضوع الإرهاب، في حين تطالب وفود المعارضة ببحث ملف الانتقال السياسي أولاً، في وقت يستند النظام إلى إنجازات عسكرية على الأرض وبخاصة شمالي البلاد. فيتو مزدوج واستخدمت روسيا والصين حق الفيتو أمس ضد قرار في مجلس الأمن تؤيده القوى الغربية ويفرض عقوبات على سوريا بتهمة اللجوء الى السلاح الكيميائي. ونال القرار الذي صاغته بريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة تأييد تسع دول مقابل ثلاث عارضته هي روسيا والصين وبوليفيا، في حين امتنعت كازاخستان واثيوبيا ومصر عن التصويت. وفي جنيف، دعا نائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف أمس الى وضع «مكافحة الإرهاب» كأولوية على جدول أعمال المفاوضات الجارية بين الحكومة والمعارضة السوريتين، إثر لقاء جمعه بالوفد الحكومي السوري. وقال غاتيلوف للصحافيين في مقر الأمم المتحدة في جنيف التي يزورها لحضور مجلس حقوق الإنسان «الإرهاب أولوية. ومحاربة الإرهاب أولوية ويجب أن يكون على جدول الأعمال إلى جانب مواضيع أخرى تم اقتراحها ويتضمنها القرار 2254». وأضاف «أعتقد أنه لا يجب تجاهل قضية الإرهاب في مسار المفاوضات». الأولويات وإثر اعتداءات دامية ضد مقريين أمنيين السبت في حمص وسط سوريا، كرر رئيس وفد الحكومة السورية بشار الجعفري دعوته وضع الإرهاب أولوية على جدول الأعمال، وطالب المشاركين في مفاوضات جنيف بإدانة التفجيرات. إلا أن الناطق باسم وفد الهيئة العليا للمفاوضات الممثلة لأطياف واسعة المعارضة السياسية والعسكرية، سالم المسلط أكد أن «موضوع الإرهاب لا يحتاج إلى مفاوضات»، معتبراً أن الحكومة السورية «تماطل» من خلال طرحها هذا لعدم البحث في الانتقال السياسي. والتقى غاتيلوف أمس وفد الحكومة السورية إلى مفاوضات جنيف. وأكد للصحافيين «التقينا الجعفري، وقد أكد لنا أنه ليس ضد جدول الأعمال المقترح، ولكنه قال أيضاً إنه لا يجب تجاهل الإرهاب ويجب أن يكون أيضاً على جدول الأعمال». وقال مصدر في الوفد الحكومي السوري بعد لقاء غاتيلوف إن هناك «اتفاقاً في وجهات النظر حول أن مكافحة الإرهاب يجب أن تكون من ضمن أولويات أي محادثات لحل الأزمة السورية». ورقة دي ميستورا وتتضمن ورقة قدمها المبعوث الأممي للأزمة السورية ستيفان دي ميستورا البحث في ثلاثة عناوين أساسية بشكل متواز هي الحكم والدستور والانتخابات، على أن يصبح كل من ملفي وقف إطلاق النار والإرهاب من اختصاص محادثات استانا. وسيلتقي غاتيلوف اليوم الأربعاء وفود المعارضة السورية الثلاثة وهي الهيئة العليا للمفاوضات ومنصتا القاهرة وموسكو. ودعت الهيئة العليا للمفاوضات الاثنين روسيا إلى اتخاذ «موقف إيجابي» من المفاوضات. «فتح الشام» في الأثناء، قال زعيم جبهة فتح الشام (جبهة النصرة سابقاً) أبو محمد الجولاني إن الاعتداءات الانتحارية التي أوقعت عشرات القتلى في مدينة حمص وسط سوريا السبت هي «درس» لقادة المعارضة المشاركين في مفاوضات جنيف، داعياً إياهم إلى «التنحي جانباً». قتال وفيما استمرت عمليات القصف البري والجوي في غير مكان بسوريا، فتح تقدم أحرزه الجيش السوري ضد تنظيم داعش في شمال سوريا حلقة وصل جديدة بين المناطق الخاضعة لسيطرة النظام غربي سوريا والشمال الشرقي الذي يهيمن عليه الأكراد، ما يعيد رسم خريطة الصراع قرب الحدود التركية. كاليبر عبرت الفرقاطة الروسية الأميرال غريغوروفيتش مضيق البوسفور التركي، أمس، لتنضم إلى مجموعة السفن الحربية الروسية المنتشرة قرب السواحل السورية في البحر المتوسط. وأعلنت وزارة الدفاع الروسية، أن هذه الفرقاطة مزودة بصواريخ «كاليبر»، وأحدث الصواريخ والأسلحة والمعدات الحربية. وأشار موقع «آي 24» الإسرائيلي إلى استعدادات سوريا لمعركتي تدمر والرقة.