أكد عضو هيئة التدريس بقسم اللغة العربية بجامعة الملك خالد الدكتور محمد بن علي العمري أن مناهج التعليم العام في السعودية بخلوها من مادة موسيقى الشعر قد أهملت عنصرا رئيسا من عناصر الهوية العربية اللغوية، وخصوصيتهم الجمالية، بالإضافة إلى وجوب توقف أقسام اللغة العربية في الجامعات السعودية عن تدريس العروض بطريقة «الكتابة العروضية» لا غير، لأنها فرغت هذا العلم الجميل من قيمته الموسيقية، وقتلت إحساس الطالب الفطري به، وجعلت العروض مادة «بغيضة». وأكد على ضرورة انتهاج تدريسه بـ«التنغيم الصوتي»، وجعله الوسيلة الرئيسية في تقديمه، والاستعانة بالكتابة العروضية عند الحاجة، منبها إلى أن القبائل السعودية ما زالت تمارس جانبا جوهريا من العروض من خلال تغنيها بأشعارها في فنون الأداء الحركي المختلفة (الخطوة، العرضة، اللعب، القلطة، الدمة.....). وجاء حديث العمري خلال فعالية نظمتها إدارة تعليم سراة عبيدة تحت عنوان (متعلم نشط وبيئة تصنع الإبداع). ليس صناعة أعاجم يرى العمري أن النحو العربي أصيل العروبة من حيث بواعثه ورواده وزمانه ومكانه وأدواته، وأن دعوى كونه «صناعة أعاجم» مصادرة للحقيقة التاريخية القائمة، وجحود لدور الفراهيدي، الذي هو دون شك أعظم شخصية لغوية نعرفها على الإطلاق، حسب تعبيره. وقال إن «سيبويه» تلميذ الخليل الأقرب: حسنة من حسنات الخليل، وصنيعة من صنائعه، وإن الروايات التاريخية تثبت تبني الخليل العلمي له، وإن كتاب سيبويه ديوان لآراء الخليل، ومن التف حوله من زملائه وطلابه وأساتذته الذين التأموا جميعا حول عبقرية الخليل الفذة، التي صنعت لهم بيئة إبداعية استثنائية غصت بتشكلات باهرة من الممارس العلمية المتنوعة. واستعرض المحاضر المنجز الثاني من منجزات الخليل اللغوية العالمية التي سبق إليها، وهو ابتكاره علم مخارج الأصوات وصفاتها، الذي خلَّد له وسجَّل باسمه ترتيبه الصوتي لحروف العربية اعتدادا بمخارجها ابتداء من الحنجرة وانتهاء بالشفتين، وقال إن الخليل استطاع بأداة ذاتية بسيطة، وهي التجريب على جهازه النطقي، واستثمار حسه الرهيف، أن يحدد مخرج كل صوت من أصوات العربية بدقة مذهلة. وإن المعامل الصوتية الحديثة بطاقاتها الإلكترونية وصورها الإشعاعية التي تحدد المخرج الدقيق لكل صوت، وتسجل لحظة ولادته، قد شهدت لنتائجه بالصحة العالية والدقة البالغة.