×
محافظة المنطقة الشرقية

بالفيديو والصور... مواطنون يطالبون بحل لمشكلة الازدحامات المرورية المتكررة على شارع البديع

صورة الخبر

شيماء المرزوقييعتقد الكثيرون أن هناك انفصالاً، أو إذا صحت التسمية، هوة بين الماضي والحاضر. وهم قلة من يعلمون أن كثيراً من المخترعات والمبتكرات هي نتاج لعملية مستمرة وطويلة من التطوير والتحديث، بمعنى أن كل اختراع جديد، هو بمثابة وصول لذروة التحديث التي بدأت منذ عقود، وفي أحيان كثيرة بدأت منذ قرون طويلة، ولكن الذي يحدث دوماً أن هذا الاختراع يقع تحت طائلة التحديث والتطوير مرة أخرى في أجيال تالية.مثل هذه العملية لم تعد غريبة أو أنها لا تحظى بقبول، بل على العكس، باتت من المسلمات، أمام ما تتم مشاهدته يومياً على أرض الواقع. تكفي نظرة واحدة لواقعنا الحالي، ومعظمنا عاش تفاصيله، وذلك لكونه ليس تاريخاً طويلاً، بل هو قريب العهد، ولعل في هذا فرصة لنا، فنحن أجيال شاهدنا حقبة انطلاق شبكة الإنترنت، ثم شاهدنا مراحل تطورها، وعشنا الانتقال المدوي في تقنيات الاتصالات، وتحول هذه الشبكة لتصبح بيد كل واحد منا، ثم تطورات هائلة في التطبيقات والبرامج، حتى بات المكتب وإدارة أعمالنا بواسطة جهاز متناهي الصغر.وعمليات التطوير والتحديث متواصلة، ولم تتوقف. لننظر لواقع الإنسان مع الطيران، ومع الرحلات البحرية، ووسائل النقل بصفة عامة، كيف كانت، وما هي عليه اليوم، وما يتوقع أن تكون عليه في المستقبل القريب المنظور، وليس المستقبل البعيد؟البعض قد يقول إن كل هذا نتاج للحقبة الحالية، أو ما يُسمى بالحضارة الحالية، وهذا الكلام في مجمله غير دقيق، لأن، وكما أسلفت، هناك تواصلاً أو اجتراراً لما تم اختراعه وابتكاره في حقب وحضارات ماضية. وأسوق مثالاً، لعله يكون أكثر دلالة على ما أريد الوصول إليه، حيث تذكر لنا كتب المؤرخين أن الرومان هم أول من وضع فكرة التسوق والمحال التجارية المتنوعة في مكان واحد، وذلك في حقبة زمنية غابرة، عندما تم إنشاء سوق تراجان، لذا يعتبرون الرومان هم من قاموا ببناء أول مجمع تجاري، وذلك في عهد الإمبراطور تراجان، خلال الفترة بين عامي 107 و110 قبل الميلاد.وهذه الفكرة تحديداً في العمل التجاري، والتي تتلخص في جمع جميع المستلزمات وعلى مختلف أنواعها وسلعها تحت سقف واحد، يعتبرها الكثيرون مخترَعاً وابتكاراً حديثاً، ولكن كما أسلفت هي نتاج حقبة زمنية غابرة وعميقة في الزمن الماضي، تم استحضارها وتقديمها وفق آليات العصر الراهن، لا أكثر. في أحيان يُخيَّل إليّ أن لا جديد، سوى حضور الماضي، وإنْ بشكل حديث، ووفق تحديثات تتماشى مع واقعنا والعصر الذي نعيشه.Www.shaimaalmarzooqi.comShaima.author@hotmail.com