×
محافظة مكة المكرمة

"الإسكان": 11 ألف وحدة سكنية للطائف والخرمة وتربة ورنية

صورة الخبر

بعد شهرين من تولي الرئيس أوباما رئاسة أمريكا، أي في شهر مارس من عام 2009، كتبت مقالا، وكان ذلك المقال عبارة عن قراءة لسياسة الرئيس الأمريكي، الذي انتخب لتوه، وكان عنوان المقال، «بين أوباما وإيران..سياسة ناعمة!»، وربما يكون من المفيد استحضار بعض ما كتبته حينذاك، طالما أن الحديث الآن يدور حول التقارب الأمريكي - الإيراني، والذي لم يكن مفاجئا لكثير من المعلقين، فقد كتبت نصا: «أخيراً، وبعد ستين يوماً في البيت الأبيض، مد الرئيس أوباما يده الناعمة إلى ملالي طهران، وهذا السلوك يتواءم تماماً مع شخصيته التي يظل الهدوء والبرود غير العادي أهم وأبرز سماتها»، كما أشرت، في ذلك المقال، إلى تهنئة أوباما لملالي طهران بعيد النيروز، وقلت: «إنها المرة الأولى منذ ثلاثة عقود التي يخاطب فيها رئيس أميركي حكام طهران بلغة معتدلة!!!»، أو إن شئت الدقة، حميمية!!، إذ كان واضحا، منذ ذلك الوقت المبكر، لكل من يعرف أوباما، ويتابع مسيرته السياسية، أنه لن يكون جورج بوش الابن، ولا رونالد ريجان، ولا غيرهم من الساسة الذين ترتعد فرائص قوى الشر منهم!. حاولت أن أطرح قراءات مختلفة لسلوك الرئيس الأمريكي الجديد، حينها، باراك أوباما حيال إيران، وكتبت أن أحد السيناريوهات يشير إلى أن أوباما، ربما، يريد أن يفتح صفحة جديدة مع إيران، تقوم على الاحترام المتبادل، كخطوة أولى للمشاركة السياسية في ترتيب أوراق المنطقة، وإن لم ينجح هذا المسعى فستكون هذه المبادرة عبارة عن صك براءة له، فيما لو قرر التصعيد سياسياً أو عسكرياً معها، كما ذكرت بأن هناك سيناريو آخر، إذ قد تكون سياسة أوباما الناعمة تجاه طهران نتيجة لقناعته في أهمية التقارب معها على حساب دول الخليج، أي أن أميركا ترغب في فتح صفحة جديدة مع إيران على حسابنا، وختمت بالقول إن: «أوباما ومعظم الشعب الأميركي تولدت لديهم ردة فعل عنيفة من السياسات الخشنة لإدارة جورج بوش الإبن، ولكن لا يجب أن يعني هذا الارتماء في أحضان إيران». حسنا، مرت خمس سنوات على كتابة ذلك المقال، وصدقت التوقعات التي كتبتها حيال التقارب الأمريكي - الإيراني، وكل ما يفعله أوباما، الآن، هو تطمين الحلفاء في الخليج على أن هذا التقارب لا يعني التخلي عنهم، بل يصب في مصلحة الجميع!!، ولعلي أختم هذا المقال بما ختمت به ذلك المقال القديم، وأؤكد على أن أوباما قد لا يدرك أن ملالي طهران يفسرون سياسته الناعمة على أنها خوف، والهدوء، والحكمة على أنه ضعف، ويبدو أن إدارة أوباما بإصرارها على سياستها الناعمة، حاليا، وسابقاً، تجاه طهران تقع في ذات الفخ الذي وقعت فيه إدارة بوش الابن بسياستها الخشنة جدا، فلننتظر، ونرَ!.