لعب العلماء العرب دوراً بارزاً في جعل الولايات المتحدة أكثر تطوراً وتقدماً من الناحية الإبداعية والتكنولوجية بحسب دراسة أجرتها مجلة «هارفارد بيزنس ريفيو»، الأميركية. وتقول المجلة، بناء على تحليها الذي يأتي بعد محاولة الرئيس دونالد ترمب حظر سفر رعايا سبع دول عربية وإسلامية إلى بلاده، إن العلماء العرب قد ساهموا بشكل ملحوظ أيضاً في نجاح شركات التقنية الأميركية. وفي تقديمها للدراسة، ذكرت المجلة بعضاً من المخترعين العرب، مثل المخترع الأميركي اللبناني المولد حسن كامل الصباح، والعالم المصري أحمد زويل الفائز بجائزة نوبل للكيمياء، والعالم المصري فاروق الباز الذي ساعد في التخطيط لهبوط مركبة «أبولو»، وكذلك إلياس زرهوني المدير الخامس عشر للمعهد الوطني للصحة. واستخدمت المجلة الأسماء العربية المسجلة في معاهدة التعاون بشأن براءات الاختراعات، وتتضمن بيانات لأشخاص داخل الولايات المتحدة وخارجها، وقد تم استخدام الطريقة ذاتها في دراسات سابقة. وتذكر الدراسة أنه خلال الفترة من 2009 حتى 2013، كان هناك 8.786 طلب براءة اختراع بالولايات المتحدة تتضمن مخترعاً عربياً واحداً على الأقل، ومن إجمالي طلبات براءة الاختراع الأميركية، ساهم المخترعون العرب بنحو 3.4 في المائة في طلبات براءات الاختراع المقدمة، والتي عادة تكون مقدمة من أكثر من مخترع، على الرغم من أن العرب يمثلون فقط 0.3 في المائة من التعداد السكاني بالولايات المتحدة. وبلغ عدد طلبات براءة الاختراع المقدمة من عرب بالاشتراك مع غيرهم، نحو 2.962، ونحو 1.2 في المائة من الطلبات كانت بمساهمة عربية خالصة. وكانت ولاية كاليفورنيا الأولى، أكثر من أي ولاية أخرى، من حيث المساهمة العربية في براءات الاختراع، بنحو 1134 طلباً، أي أكثر من ثلث الطلبات المقدمة لمعاهدة التعاون للبراءات في الولايات المتحدة، ونحو 16 في المائة من براءات الاختراع العربية في العالم. ويوجد عدد أقل من المخترعين العرب في أوروبا، بنحو 1424 طلب براءة اختراع من 28 دولة أوروبية، ومن حيث ترتيب الدول بعد الولايات المتحدة، جاءت فرنسا (513 طلب براءة)، ثم كندا (361)، ألمانيا (342)، السعودية (307) اليابان (279) والمملكة المتحدة (273). علاوة على ذلك، فقد زاد عدد المخترعين العرب في الولايات المتحدة 62 في المائة على مدار عشر سنوات، من 1826 طلب براءة اختراع في الفترة بين 1999 حتى 2003 إلى 2962 في الفترة بين 2009 إلى 2013، بمعدل نمو يفوق بأكثر من الضعفين نظيره الأميركي في الفترة ذاتها. وأظهرت الدراسة أيضاً المساهمة الكبيرة للعرب في تخصصات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، من خلال وجود كبير في تكنولوجيا الاتصال والكهرباء، والمحاسبة والحواسب الآلية، بالإضافة إلى علوم الطب البشري والبيطري. وتذكر المجلة أن المخترعين العرب لم يغيبوا أيضاً عن المشهد التكنولوجي في وادي السليكون، وضربت مثالاً بكل من عمر عوض الله أحد مؤسسي شركة «كلوديرا»، وآية بدير مؤسسة ومديرة «ليتل بيتس»، ورنا القليوبي في شركة «أفكتيفا»، وشريف البدوي في «تك وادي»، ومو جودت في «غوغل»، وأسامة خطيب مدير معمل ستانفورد للروبوتات.