قال مقربون من رئيس الوزراء حيدر العبادي ان من بين الفقرات المهمة التي ناقشها وزير الخارجية السعودي عادل الجبير مع العبادي هو دور الفصائل الشيعية العراقية المسلحة في سوريا وضرورة سحبها تزامنا مع القرار الروسي القاضي بسحب قوات حزب الله اللبناني من الأراض السورية وإحلال قوات روسية محلها. المصدر بين أن الجبير، في اطار صفقة شاملة لتفكيك أزمات المنطقة والحد من التدخل الإيراني فيها، اقترح على العبادي سحب فصائل الحشد الشعبي من سوريا باعتبارها مرتبطة قانونا بالقائد العام للقوات المسلحة وتأتمر بأوامره، إلا أن رئيس الحكومة العراقية قال للجبير إنه لا يمتلك سلطة القرار بشأن تحركات الفصائل الشيعية, وان أمرها مرتهن بقرارات قادتها الذين يتلقون التمويل والتوجيه من جنرالات ومستشارين إيرانيين على رأسهم قائد فيلق القدس قاسم سليماني. في الإطار ذاته اقترح العبادي على الجبير أن يجتمع بعدد من قادة الفصائل المهمة في الحشد الشعبي, ومن بينهم هادي العامري وأبو مهدي المهندس ليسمع منهم مباشرة إلا ان الجبير رفض, وقال إن المملكة تتعامل مع دول وحكومات وليس مع مليشيات. كذلك فإن الحديث بين العبادي والجبير تناول مرحلة ما بعد داعش وفرضية بقاء الفصائل الشيعية في المناطق السنية التي تم تحريرها من داعش, فرد العبادي بأن هناك اتفاقا على أعلى المستويات الأمنية والسياسية بمشاركة أطراف إيرانية نافذة على سحب الفصائل الشيعية بعد ان تنتهي الصفحة العسكرية وتبدأ الصفحة المدنية المتمثلة في تشكيل مجالس طوارئ لإدارة تلك المدن والشروع بإعادة إعمارها. شخصيات وقادة أحزاب شيعية انتقدوا العبادي بشدة بسبب رغبته في تطبيع العلاقات مع الدول العربية وخاصة المملكة العربية السعودية، إلا أن الحكومة العراقية بإجماع كل وزرائها مصرّة على المضي قدما في إعادة العراق الى محيطه العربي بعيدا عن التشنجات الطائفية. وكان رئيس حركة النجباء المنضوية تحت الحشد الشعبي أكرم الكعبي قد أعلن مشاركة عناصر من حركته في القتال الى جانب القوات الحكومية في سوريا, مؤكدا أن باب التطوع مازال مفتوحا لمن يريد أن يذهب للقتال في سوريا.