أكّد المدرب والمستشار التعليمي والتربوي د.محمد العامري أنّ التدريب كخدمة لها جوانب متعددة لكل منها دور في جودة العملية التدريبية، مضيفاً: عندما نتحدث عن جودة التدريب يجدر بنا أن نذكر بعض العوامل التي من شأنها رفع أو خفض جودة التدريب، أول هذه العوامل كفاءة وفاعلية كادر العاملين في المركز حيث يتطلب العمل في مراكز التدريب توفر أخصائي تدريب خبير بتحديد وتحليل الاحتياج التدريبي وتوصيف وتصميم وبناء الحقيبة التدريبية، إضافة لمنسقي تدريب لديهم القدرة على إدارة الفعاليات والبرامج والتخطيط لها وتنفيذها وتقويمها، ومسوقي تدريب قادرين على التواصل مع الفئات المستهدفة، ثم مدرب محترف ذو مهنية ومرجعية علمية وخبرة عميقة قادر على إكساب المتدربين المعارف والمهارات والاتجاهات الإيجابية". وقال إنّ هناك عوامل معينة قد تحد من قدرات هذا الفريق، منها الازدواجية في الإشراف على مراكز التدريب، حيث إنّ بعض المراكز التدريبية تتبع للمؤسسة العامة للتدريب وتخضع لقوانين صارمة في اعتماد البرامج والمدربين ومواصفات المركز، وبعض المراكز تتبع لوزارة التعليم ولديها متسع كبير في اشتراطات العمل؛ مما جعل المتلقي يتحير في التفريق في مستوى الجودة ويعمم تجربته وبالتالي تقع كثير من الأخطاء، إلى جانب عدم وجود جمعية أو جهة إشرافية لاعتماد المدربين تحت مضلة الدولة، وبشروط ومعايير وتنظيم واضح ولوائح محددة تضبط الممارسات. وأوضح أنّ من العوامل المعرقلة لفرق التدريب ضعف تحكيم محتويات الحقائب التدريبية ومراجعة محتوياتها العلمية، وضعف التركيز على ربط التدريب بمسارات الأداء الوظيفي؛ مما يجعل التدريب أحيانا هدر للجهد والمال، إلى جانب ضعف الخطط الاستراتيجية لدى بعض المنظمات وعدم الاعتماد على مؤشرات الأداء في قياس أداء الموظف واعتبار التدريب حل لكل مشكلة، منوهاً بأنّ التدريب جاء لسد فجوة الأداء بين الواقع أو المأمول؛ لذا يجب أن ندرك أن رفع للكفاءة والفاعلية واحد الحلول الإدارية وليس كلها.