×
محافظة المنطقة الشرقية

«دولية فزاع» لرفعات القوة توقد الشمعة الثامنة اليوم

صورة الخبر

في مجلس أحد الأشخاص كنا لفيفاً من كل ما هب ودب٬ أو مثلما يقولون (من كل قطر أغنية). كان الاختلاف واضحاً أهم من بالمجلس رجلا أعطاه الله بسطة بالجسم والرزق والعلم على مختلف أشكاله. سبق لي أن رأيته مرة واحدة وأعجبت به٬ لهذا سعدت عندما شاهدته حاضراً٬ وسلمت عليه بطرف أصابعي مثلما يسلم التلميذ على أستاذه. وتطرقنا في أحاديثنا لمواضيع عديدة٬ وكان ذلك الرجل هو الذي يملك زمام المواضيع ويوجهها (يميناً أو شمالاً) مثلما كان يوجه (المتنبي) الريح. وكنت طوال الوقت مصغياً وصامتاً٬ عيناي فقط هما اللتان (تبلبصان) وتكادان تتكلمان. وفجأة قال ذلك الرجل: هناك مثل حضرمي يقول: (عد للمليون وخذه)٬ عندها اضطررت أن أسأله عن معناه٬ فقال: معناه أن الإنسان لوحده لن يستطيع أن يعد المليون (ريالا ريالا). فقلت له: أنا أستطيع أن أعده٬ قال: إذا عددته فلك من عندي مليون٬ فطلبت من الحاضرين أن يشهدوا على ذلك وهذا ما كان. وقبل أن أبدأ تدخل هو قائلا: إنني أريد أن أختصر عليك الموضوع لكي لا تتعب٬ فهو أن كل رقم يستغرق منك ثانية واحدة٬ وإن استمررت تعد دون توقف٬ ودون أكل ولا تقريباً نوم ولا دخول (للتواليت)٬ لاستغرق منك ذلك (12 (يوماً عندها أصبت بإحباط ونخيت وأنا أقول بيني وبين نفسي: (الله يكسفك يا بعيد). لو كان يملك (مليار) ریال٬ ووضعها بالبنك دون أن يأخذ مقابلها أية فوائد٬ وأخذ يسحب من ذلك المليار كل يوم وذكر أيضاً ما هو أدهى وأمر من ذلك٬ عندما قال: إن أحداً (000.54 (ریال ويصرفها لكفاه ذلك لمدة (64 (سنة. وسألته وأنا (أتلمظ): وهل لديك (مليار)؟! قال: لا ولكنني في الطريق إليه إن شاء الله. عندها خطر على بالي ما دمنا في عالم (الحسابات) أن ألعب معه لعبة صبيانية٬ فسألته: كم دفعت مهراً لزوجتك الله يحفظها؟ قال: إنني تزوجت منذ مدّة طويلة٬ وكان المهر خمسين ألف ریال. فقلت: هل تعلم لو أنك قسمت الخمسين ألفاً على أربعين سنة لكانت يومية زوجتك طال عمرك هي (3 (ريالات٬ ومن كان مهر زوجته خمسة وعشرين ألفاً٬ فيوميتها (ریال ونصف). والعاملة المنزلية التي تعمل في بيتك (8 (ساعات فقط٬ وتأخذ يوماً في الأسبوع إجازة٬ وشهراً في السنة إجازة مدفوعة الراتب٬ يوميتها هي في حدود (مائة ریال). وأهم من ذلك أن تلك العاملة تقدر تستقيل وتطلب خروجاً دون عودة٬ وتعطيها ذلك وأنت صاغر. إنني من منبري هذا لا أحرض الزوجات٬ ولكني فقط ألفت نظرهن. نقلا عن “الشرق الأوسط”