وقّعت دولة الإمارات وكينيا أمس مذكرة تفاهم بشأن إنشاء لجنة مشتركة للشؤون القنصلية بين وزارتي الخارجية في البلدين، فيما سلَّم الجانب الكيني وثائق دخول اتفاقية تجنب الازدواج الضريبي على الدخل حيز التنفيذ، بينما سيتم خلال الأيام القادمة استيفاء إجراءات دخول اتفاقية حماية وتشجيع الاستثمار حيز التنفيذ. وذلك خلال اجتماع اللجنة المشتركة بين البلدين والتي اختتمت أعمالها أمس. كان الاجتماع الوزاري للدورة الثانية للجنة المشتركة العليا بين الإمارات وكينيا، عُقد بديوان عام وزارة الخارجية والتعاون الدولي بأبوظبي أمس وترأس الاجتماع عن الإمارات ريم بنت إبراهيم الهاشمي وزيرة دولة لشؤون التعاون الدولي وعن الجانب الكيني أمينة محمد وزيرة الخارجية والتجارة العالمية الكينية بحضور عدد من كبار المسؤولين وممثلي الوزارات والهيئات الحكومية والشركات في كلا الجانبين، فيما وقّعت الهاشمي والوزيرة الكينية على محضر الاجتماع.وقالت ريم الهاشمي إن دولة الإمارات وكينيا ترتبطان بعلاقات تاريخية قوية ومتميزة، مبنية على روح التفاهم والاحترام المتبادل، وأعربت عن تطلّع دولة الإمارات لتحقيق المزيد من التعاون مع كينيا في مجالات عدة، منها، التجارة والاستثمار والشراكات الرائدة في قطاعات الأمن الغذائي والطاقة وتجارة التجزئة والبنية التحتية والنقل والخدمات اللوجستية والزراعة وغيرها من المجالات.وذكرت الهاشمي أن حجم التبادل التجاري غير النفطي بين دولة الإمارات وكينيا بلغ حوالي 823 مليون دولار أمريكي عام 2015، مقابل 741 مليون دولار أمريكي عام 2014.ولفتت إلى أن الاستثمارات الإماراتية في كينيا لا تزال في بدايتها الأمر الذي يزيد من أهمية دخول الاتفاقيات الاقتصادية كاتفاقية حماية وتشجيع الاستثمار إلى حيز التنفيذ.وأشارت ريم الهاشمي إلى أهمية قطاع الطيران المدني في زيادة التدفق التجاري والاستثماري بين البلدين.وأعربت عن تطلع الإمارات لمشاركة كينيا في معرض اكسبو دبي 2020 باعتباره حدثاً عالمياً استثنائياً ومنصة رئيسية لعقد الشراكات المثمرة على مختلف المستويات الاقتصادية والثقافية.من جهة أخرى أعربت الهاشمي عن ترحيب الإمارات بتبنّي مجلس الأمن القرار 2268 بشأن وقف الأعمال العدائية في سوريا، كما أعربت عن تطلّع الإمارات لاستئناف مفاوضات جنيف 3 لإيجاد حل سلمي للأزمة السورية، وأكدت أن الإمارات تدعم الجهود الأممية لإيجاد حل لتلك الأزمة.وحول اليمن أكدت وزيرة الدولة لشؤون التعاون الدولي أهمية الالتزام الكامل بدعم الشرعية الدستورية واحترام سيادة اليمن واستقلاله ورفض التدخل في شؤونه الداخلية مؤكدة أهمية الحل السياسي في اليمن استناداً لمظلة الشرعية والمبادرة الخليجية وإعلان الرياض ومخرجات الحوار الوطني وقرارات جامعة الدول العربية ومجلس الأمن وبالأخص القرار 2216 مُعرِبة عن دعم الدولة لجهود المبعوث الأممي لإيجاد تسوية سياسية للأزمة اليمنية.وأكدت رفض الدولة المطلق والقاطع للتدخلات الإيرانية السافرة في الشؤون الداخلية للدول العربية وطالبت بوقف هذه التدخلات فوراً، والكفّ عن استخدام الورقة الطائفية لتغذية النزاعات ونشر الميليشيات الفوضى والعنف، وجددت في الوقت ذاته دعوة إيران إلى الرد الإيجابي على الدعوات السلمية الصادقة للإمارات للتوصل إلى حلّ سلمي لإنهاء احتلالها للجزر الإماراتية الثلاث: طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى وذلك عبر الحوار والمفاوضات المباشرة أو من خلال اللجوء إلى التحكيم الدولي.من جانبها أعربت أمينة محمد وزيرة الخارجية الكينية عن سعادتها والوفد المرافق لها بوجودهم في الإمارات، وقالت إن الاجتماع يمثل فرصة لبحث إمكانيات وآفاق التعاون بين الطرفين لما فيه منفعة وخدمة الشعبين الصديقين.وأعربت الوزيرة الكينية عن تطلّعاتها بأن يتم عقد الاجتماع بصورة دورية منتظمة لأن مثل هذه الاجتماعات تمثل فرصة مثالية ليس فقط لبحث إمكانات وفرص تعزيز التعاون القائمة وإنما في الوقت ذاته لحل التحديات والقضايا الموجودة والتغلب عليها.وأكدت أن دولة الإمارات شريك تجاري أساسي لجمهورية كينيا داعية الطرف الإماراتي لبحث واغتنام فرص الاستثمار المتاحة في عدد من القطاعات في السوق الكينية ولا سيما في قطاعات الخدمات المالية وإقامة المعارض التجارية بالإضافة إلى قطاع الطيران الذي يشهد نمواً كبيراً داعية الطرفين إلى حل أي قضايا عالقة والتغلب عليها بما يسهم في تعزيز التعاون في هذا القطاع