نفذت قوات النظام اليوم (السبت) غارات على مناطق عدة تقع تحت سيطرة الفصائل المعارضة والمقاتلة، ما تسبب بمقتل 27 مدنياً على الأقل، بينهم ثمانية أطفال، وفق ما أفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان». يأتي استمرار الغارات على رغم تأكيد الأمم المتحدة قبل أيام طلب موسكو رسمياً من حليفتها دمشق التوقف عن شن ضربات خلال مفاوضات جنيف التي بدأت أول من أمس. وأحصى «المرصد» مقتل تسعة مدنيين على الأقل، بينهم أربعة أطفال وامرأة، من جراء أربع غارات لقوات النظام اليوم على مدينة دوما معقل الفصائل المعارضة في الغوطة الشرقية لدمشق. وأشار إلى إصابة 14 آخرين بجروح بعضهم في حالات خطرة. وقال مراسل في دوما إن الغارات استهدفت وسط المدينة، مشيراً إلى أن غالبية الجرحى هم نساء وأطفال. وقال إنه شاهد داخل أحد المراكز الطبية أطفالاً جرحى لا تتعدى أعمارهم ثلاثة أشهر. ويسيطر «جيش الإسلام»، فصيل يحظى بنفوذ في ريف دمشق، على مدينة دوما في شكل رئيس إلى جانب فصائل أخرى. ويعد من أبرز الفصائل المعارضة الموقعة على اتفاق وقف إطلاق النار الذي تشهده الجبهات الرئيسة في سورية منذ 30 كانون الأول (ديسمبر) ويتعرض لخروقات عدة. وكان مبعوث الأمم المتحدة إلى سورية ستيفان دي ميستورا أعلن الأربعاء أن روسيا «طلبت رسمياً من الحكومة السورية عدم شن ضربات جوية أثناء المحادثات» التي انطلقت الخميس رسمياً في جنيف. لكن مدير «المرصد» رامي عبدالرحمن قال إن «المرصد لم يسجل أي تراجع في وتيرة الغارات والقصف منذ انطلاق مفاوضات جنيف بل تصعيداً واضحاً في العديد من المناطق السورية، لا سيما تلك الواقعة تحت سيطرة فصائل معارضة موافقة على المحادثات». من جهة أخرى، أحصى «المرصد السوري» اليوم مقتل عشرة مدنيين بينهم طفل من جراء غارات نفذتها طائرات سورية على مدينة أريحا في محافظة إدلب. وأفاد بارتفاع حصيلة القتلى من جراء الغارات على مدينة خان شيخون إلى خمسة قتلى بينهم ثلاثة أطفال بعد حصيلة سابقة أفادت بمقتل أربعة أشخاص من عائلة واحدة. وفي مدينة حمص (وسط)، قتل ثلاثة مدنيين على الأقل وأصيب حوالى 50 آخرين بجروح اليوم من جراء غارات كثيفة لقوات النظام على حي الوعر، وفق «المرصد». وتأتي هذه الغارات بعد مقتل 42 من عناصر الأمن السوري على الأقل، بينهم رئيس فرع الأمن العسكري في حمص، في هجمات انتحارية استهدفت فرعي الأمن العسكري وأمن الدولة في المدينة.