دعا رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم الناخبين الأتراك اليوم السبت (25 فبراير/ شباط 2017) إلى تأييد تعديلات دستورية ستعزز بقوة من صلاحيات الرئيس رجب طيب إردوغان ووصف تأييد التعديلات بأنه تصويت للاستقرار في بداية حملة انتخابية قبل الاستفتاء الذي يجرى في أبريل/ نيسان. ولوح الآلاف من أعضاء حزب العدالة والتنمية الحاكم بالأعلام التركية وصدحت أصوات الأغنيات الحماسية في ملعب رياضي في العاصمة ووزع يلدريم زهورا حمراء على مشاركين بعد أن ألقى خطابا وجيزا أمام آلاف المحتشدين في الخارج. وقال يلدريم "هناك صوت يتعالى من ميادين المدينة. من أجل تركيا قوية ولاستقرار دائم قرارنا هو..." مما دفع هتافا متكررا من الجموع قائلين "نعم". وذكرت وكالة أنباء الأناضول التركية الرسمية إن نحو 6500 شرطي أمنوا الملعب الرياضي من الخارج والداخل اليوم السبت. ويدعم مؤيدو إردوغان محاولة استبدال تركيا المرشحة لعضوية الاتحاد الأوروبي لنظامها البرلماني بنظام رئاسي تنفيذي بوصفه ضمانا للاستقرار وحائلا دون عودة ائتلافات هشة في الحكم شهدتها البلاد في العقود السابقة. لكن معارضيه يخشون من أن تؤدي التعديلات المقترحة إلى حكم سلطوي. واعتقلت السلطات بالفعل عشرات الآلاف من الأشخاص وأوقفت عن العمل أو فصلت أكثر من 100 ألف شخص منذ محاولة انقلاب عسكري فاشلة في يوليو تموز. وتجري الدولة العضو في حلف شمال الأطلسي التي يقطنها 80 مليون نسمة اقتراعا على التعديلات في استفتاء في 16 أبريل نيسان ولا تحتاج التعديلات إلا لأغلبية بسيطة لإقرارها. وصدق البرلمان عليها في يناير كانون الثاني وأقرها إردوغان الشهر الماضي. ويتولى حزب العدالة والتنمية الذي أسسه إردوغان السلطة منذ عام 2002 وأصبح إردوغان رئيسا للوزراء في 2003. ثم تولى الرئاسة في 2014 ولكنه دور شرفي إلى حد كبير في تركيا وفقا لنظام الحكم الحالي لكنه وسع سلطات المنصب لحدها الأقصى. وستمكنه التعديلات من البقاء في منصبه حتى عام 2029. والتعديلات الدستورية تعطي الرئيس صلاحيات إصدار مراسيم وإعلان الحكم بحالة الطوارئ وتعيين وزراء ومسؤولين كبار وحل البرلمان. ويقول أكبر حزبين في المعارضة إن التعديلات ستطيح بالتوازنات القائمة في النظام السياسي لصالح إردوغان الذي يتمتع بنفوذ بالفعل على حساب الحكومة. ويقول إردوغان إن تعديل النظام السياسي مطلوب لمواجهة تهديدات أمنية غير مسبوقة من تنظيم الدولة الإسلامية ومسلحين أكراد إلى محاولة الانقلاب الفاشل التي قام بها بعض الجنود مما أسفر عن مقتل 240 شخصا على الأقل.