النسخة: الورقية - سعودي «النجاح قرار يتخذه رجل جريء»! مرة أخرى أعيد هذه المقولة، لأن ثمة قرارات بعينها يمكن لها أن تصنع التغيير في جوانب عدة من حياتنا! يتذكر النصراويون قبل غيرهم أنهم وجدوا أنفسهم مجبرين على قرار هو الأصعب هذا الموسم، بل إنه الأكثر شجاعة وقوة، فالفريق في ثنايا موسمه وقبل مواجهة منافسه التقليدي الهلال اتخذت إدارته قراراً بإبعاد المحترفين الأجانب من قائمته، فقد كان قراراً صعباً يومها، لكنه قوي بكل المقاييس! يبدو لي أن البعض حينذاك خالجهم شعور أن فريقهم سيكرر خروج كل عام، بينما بدت إدارة النادي متمسكة بقرارها. تلك كانت لحظة «مفصلية» و«حاسمة» ليس في مباراة، بل في مسيرة فريق ومشوار بطولة، فذلك القرار كان نقطة التحول التي تغيرت معها أشياء كثيرة ظل الكيان أهمها. أعتقد أن لقب «الدوري» حسم مع ذلك القرار، وتمت المصادقة في ما بعد بتوالي «النقاط»، فقد كانت لحظة التغيير التي صنعت النجاح أول أسرار موسم النصر الجديد، واليوم يحق للنصراويين الاحتفاء بفوزهم وعودة عملاقهم الكبير، ويحق لهم أن يعيشوا لحظات الانتصار والفرح بكل تفاصيلها، «فقصيدتهم» التي تغنوا بها طويلاً اكتملت، و«عشقهم» الذي ظلوا «أوفياء» له بادلهم «الحب» في أجمل صوره، فالأصفر العملاق اختار وقت العودة وقدم نفسه أفضل ما يكون التقديم بالنصيب الأكبر من ألقاب الموسم (كأس ولي العهد ولقب الدوري). النصر هذا الموسم لم يكن مجرد بطل، بل فريق صنع الإثارة في كل ما يحيط به وقدمها على طبق التشويق لمتذوقي نكهة النجاح، وهذا النجاح امتد لجوانب فنية وإدارية وجماهيرية ليس من الإنصاف تغليب أحدها على الآخر، لأن كل شيء كان يوحي بأنها تسير لغاية واحدة وتؤدي أدواراً متكاملة. كسب النصر الرهان ونجح الأمير فيصل بن تركي في كثير من قراراته، وله أن يحتفي ويحتفل بموسم ناجح لإدارته ولناديه ولجماهيره، ومن واجب الآخرين إعادة حساباتهم، فقرار واحد يصنع الفرق ويحيل الإخفاق إلى نجاح، وعكسه تماماً قرار يقود الأمور إلى الهاوية! rja_s@hotmail.com rajaallhalsolam@