خلف أسوار بيت الزوجية تنشأ مشاكل تلبس برقع الحياء ولا يجرؤ أصحابها الإفصاح عنها ولا النقاش فيها. وقطعاً سيذهب ذهن القارئ مباشرة للعلاقة الخاصة بين الاثنين وعدم الانسجام فيها وهذا عطفاً على أن فكرة ليلة الدخلة أو ليلة العمر لا بد أن تحاكي هذا الطابع وتخص هذا الوضع ولا أدري من قال إن هذا هو الأساس وجل المعنى، مما صير ليلة العمر اجتماعاً جسدياً تخافه الفتاة وتسعى جاهدة للاحتيال له، ومنهن من تتعمد أن يكون في أيام اللاطهر كي تتهرب بعض الوقت من ذاك الموضوع، والشاب يعد العدة ويقلق حد أن يصاب بعجز جسدي سببه نفسي في الغالب إثر القلق والتشنج والرغبة في إثبات بطولاته الرجولية كما قد يوهموه، لذا أجد نفسي احترم نموذج زوج تلك الفتاة التي تكن لزوجها كل التقدير والاحترام والتقدير من أول ليلة زواج فقط لأنه قضى ليله معها يتحدث ويسامرها في خططها المستقبلية وفكرتها عن نفسها وأمور كثيرة لا تمت لما خوفها منه بصلة ليصنع من تقديرها له ترسانة قوة العلاقة وتحقق المطلوب بسعادة ورضا ويسر كل عسير من عقبات تواجهما، من السذاجة أن نحصر كلاً في جزء يسير فيغدو معول هدم أو تحديداً لمصير علاقة، العلاقة الجنسية جزء صغير من أصل فكرة الزواج من أول يوم لا أنها الأساس. العاطفة والانسجام والقدرة على الالتقاء الروحي من ركائز النجاح فالأرواح جنود مجندة ما تعارف منها ائتلف وما تنافر اختلف، وبحب لا بد من وجود لغة خاصة يبث واحدهم للآخر مكنون نفسه ويملي رغباته، ويتحدث عما يحقق رضاه وراحته ليغدو عطاء متكاملاً وعادلاً، ولتتحقق العدالة والمساواة المطلوبة للسعادة. فكم يحزنك أن تجد في الرجل معاني السماحة واللطف ورقة المشاعر وزوجته متبلدة رعناء ومتصلبة أو العكس. وفي معمعة صور كثيرة سنحلم بإقرار دورات إجبارية كما حال فحوصات ما قبل الزواج ويخضع لها المقبلون على الزواج، ويقوم عليها مختصون لشرح النواحي النفسية والاجتماعية والدينية وحتى الجسدية والفرق بين الجنسين لنحد من عدد حالات الطلاق واللاتوافق، وإلا فنحن بحاجة أن نسمي الولد (حنوناً)، والفتاة (عروباً) والعروب في العرب المحبة لزوجها الوفية له، فلعل أن يكون لهما من اسميهما نصيب ويصبح الأمل بسمو العلاقات في أجيال قادمة.