يبدو أن الأمير فيصل بن تركي قد اختار طريقة جديدة ومبتكرة لتسويق منتج النصر فائق الجودة، تتمثل في صناعة أصفر قوي يمتع ويبدع ويبهر ويقدم الدروس العملية قبل النظرية داخل أرض الملعب، وكأنه يقول بهدوء للشركات والمؤسسات الراعية هاكم شمس النصر قد أشرقت من جديد، وها هي عودة الفارس الكبير تسوق نفسها ذاتياً عبر جهد ميداني متناغم يقدم بكل سلاسة على طبق من ذهب للشركات والمؤسسات الراعية. هذا الابتكار التسويقي الجديد هو رسالة نصراوية عاجلة لكل شريك يرغب في شراكة ناجحة قبل أن تبدأ، وفي استثمار يدر أموالا طائلة على الهواء مباشرة دون أن يتطلب الأمر وسيطا أو فريقا تسويقيا يقود مفاوضات الرعاية، ولذلك أعتقد أن إصرار الإدارة النصراوية على أن ترفض جميع العروض المقدمة من الشركات بعد هذا العمل النصراوي الرائع، يأتي إيمانا منها بأنها قدمت عملا كبيرا يستحق أن تأتي معه المؤسسات منقادة تحمل معها السيولة المالية الكافية والمرضية لكيان كبير بحجم النصر وعشاقه ومنجزاته الكبيرة. لقد قدم النصر موسما استثنائيا ومؤسسيا تكامل فيه العمل والدعم داخل المستطيل الأخضر وخارجه، ونال إشادة وتقدير الوسط الرياضي، فبات الأجمل والأروع والأفضل والأجدر بكأس ولي العهد ودوري عبد اللطيف جميل، وحاز الأفضلية كأول فريق يسجل نفسه بأرقام قياسية، لكن مع كل هذا التألق والإبداع الذي أصبح علامة مسجلة وحقوقا محفوظة باسم النصر يبرز السؤال المهم: هل يكفي كل ذلك لتسويق النصر أمام الشركات الراعية؟ الإجابة فيما يبدو لي إن سيَّرتها العاطفة التي تقف أسيرة للإبداع الكروي لمجموعة فيصل بن تركي فسيكتفي أصحابها بالتسويق الصامت الذي ينتظر على أمل استسلام الشركات لروعة وجمال هذا النصر الجديد، أما إن اختارت العقل والمنطق فإنها ستعمل بفريق تسويقي مؤهل يستثمر نجومه المؤثرين وتاريخه الكبير، لتقديم ملف استثماري طموح يحصي كل شاردة صفراء وواردة نصراوية، ويستند إلى الأرقام والإحصائيات الرسمية التي لا تزال تؤكد أن النصر بطلها القياسي الذي لن تستطيع معه الشركات الاستثمارية أن تتحفظ على رأسمالها الذي سيكون هذه المرة في غاية الشجاعة وهو يخوض مفاوضاته الاستثمارية الجديدة مع فريق بطل يستحق بالفعل أن يستثمر فيه.