واصلت ميليشيات الحوثي والرئيس المخلوع صالح الانقلابية، انتهاكاتها لحقوق الإنسان، بتفجير المنازل، وفرض الحصار على القرى والمدن، واستهداف أنشطة المنظمات الإغاثية، واحتجاز ومصادرة المواد الإغاثية، في إطار حربها الشاملة على اليمنيين منذ أكثر من عامين، وسُجل أحدث هذه الانتهاكات في ريف محافظة تعز الغربي. حيث أقدمت المليشيات على تفجير منازل المدنيين في قرية تُبيْشعة في بلاد الوافي التابعة لمديرية جبل حبشي، ونفذت عمليات ترحيل قسري بحق سكان القرية والقرى المجاورة، في حين تكبد الانقلابيون خسائر كبيرة في صفوفهم في محافظتي الحديدة وذمار، بينهم قيادي كبير جماعة الحوثي. وأشارت مصادر عسكرية لـ «البيان» بمقتل 30 عنصراً، وإصابة عدد كبير من المليشيات باستهداف موكبهم بغارة جوية، أثناء خروجهم من محيط جبل النار، قرب مديرية موزع غرب تعز. وذكرت مصادر في المقاومة، أن مدير مديرية مقبنة، المعين من قبل الانقلابيين، قتل مع أربعة من مرافقيه في غارة لطيران التحالف العربي استهدفته أمس غرب المحافظة. ووفق مصادر عسكرية، فإن طيران التحالف شن غارتين على تجمع للانقلابيين في منطقة جبل النار، أدت إلى مصرع مدير عام مديرية مقبنة، محمد هائل سنان، الذي يشرف على مجاميع للانقلابيين تشارك في القتال، كما قتل معه أربعة من مرافقيه، وعدد آخر من المسلحين الموجودين في الموقع. تهجير وفِي مديرية جبل حبشي، واصل الانقلابيون تهجير سكان قرية تبيشعة في منطقة بلاد الوافي غرب محافظة تعز لليوم الثالث على التوالي، بعد اقتحام القرية وتفجير سبعة من المنازل، وملاحقة العشرات بسبب معارضتهم وجودها. وأطلقت المنظمات الإنسانية دعوات للأمم المتحدة، للتدخل لوقف تهجير السكان وتفجير منازلهم، وفرض حصار على من تبقي من السكان فيها. وبحسب بيان لمركز القانوني اليمني، وهو منظمة حقوقية مدنية، تطورت الإجراءات العقابية، لتصل إلى حد إجبار السكان على الرحيل قسراً من منازلهم، بالإضافة إلى استمرار فرض الحصار على العديد من قرى بلاد الوافي منذ شهر تقريباً، حيث تم قطع الطريق الذي تؤدي إلى تلك القرى، ما ضاعف معاناة السكان وحصولهم على المواد الغذائية الأساسية من المدينة. ووصف المركز هذه الجرائم، بأنها انتهاك صارخ لقواعد القانون الدولي الإنساني واتفاقيات جنيف، وتعد جرائم حرب لا تسقط بالتقادم. وتأتي هذه الخطوة، في ظل محاولات للحوثيين التقدم باتجاه مناطق الضباب والربيعي غرب المدينة من جهة بلاد الوافي، لإعادة فرض الحصار على المدينة، وقطع خط تعز عدن من الجهة الغربية للمحافظة. وفي محافظة ذمار، لقي سبعة مسلحين حوثيين مصرعهم، وأصيب آخرون، أمس، في تجدد الاشتباكات بين المتمردين والمقاومة الشعبية في مديرية عتمة بمحافظة ذمار. وذكرت تقارير صحافية أمس، أن المقاومة الشعبية بمديرية عتمة، صدت هجوماً شنته المليشيات على المقاومة في جبهة حلفان، وأسفر عن مقتل عدد من متمردي الحوثي. وأكدت أن المتمردين يحشدون مسلحيهم في منطقة أنس لشن هجوم على مديرية عتمة، التي تتمركز فيها المقاومة من الجهة الغربية. غارات وشنت مقاتلات التحالف، غارات استهدفت تجمعات وتحصينات مسلحي المليشيات الانقلابية في مديرية صرواح غربي مأرب، كما استهدفت بغارتين، تجمعات لمسلحي المليشيات الانقلابية في منطقتي المعينية والنجد الاخصر بمديرية نهم شرقي العاصمة صنعاء. يأتي ذلك بالتوازي مع إجراءات تضييق متواصلة، تمارسها المليشيات الانقلابية على المنظمات الإغاثية، العاملة في الميدان، حيث أقدمت قبل ثلاثة أيام على اختطاف 12 موظفاً يعملون لدى المجلس النرويجي للاجئين في مديرية الحالي بمحافظة الحديدة في غربي اليمن، واقتادتهم إلى جهة مجهولة. اختطاف وأوضح وزير الإدارة المحلية، رئيس اللجنة العليا للإغاثة اليمني، عبد الرقيب فتح، أن المليشيات الانقلابية لم تكتفِ باحتجاز المساعدات الإغاثية، بل قامت باختطاف العاملين في المنظمات الدولية. وتهديد حياتهم، وطالب في بيان له، المنظمات الدولية بالضغط على المليشيات الانقلابية لإيقاف احتجاز ومصادرة المساعدات الإغاثية، وفك الحصار الجائر الذي تفرضه على المحافظات، كي تتمكن المنظمات المانحة من إيصال المساعدات الإغاثية والإنسانية إلى مستحقيها في المحافظات الخاضعة لسيطرتهم. وأكد عبد الرقيب فتح، أن دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، تقوم بجهود كبيرة في تقديم المساعدات والمعونات لأبناء الشعب اليمني، إلا أن المليشيا تعيق وتعرقل إيصال المساعدات للمحافظات الخاضعة لسيطرتها. 22 أدت ممارسات الحوثيين في اليمن، إلى مفاقمة أزمة التعليم خلال الانقلاب، حيث تواجه منظومة التعليم تحدياً كبيراً في مرحلة إعادة الشرعية بوصفها من أهم مسارات إعادة اليمن إلى الطريق الصحيح. ونقلت تقارير صحفية أمس تقريراً عن «اليونسيف» يؤكد إغلاق 3584 مدرسة بسبب المخاطر الأمنية أو لتحويلها لثكنات عسكرية من قبل الميليشيات، فيما تعرض نحو 22 جامعة حكومية وأهلية لأضرار مباشرة وغير مباشرة.