المواطن الرياض نيابة عن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، رعى صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن بندر بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض، اليوم الاثنين، حفل افتتاح مؤتمر نزاهة الدولي الثاني بعنوان: (الحوكمة، والشفافية، والمساءلة)، بفندق رفال كمبينسكي بمدينة الرياض، ويستمر لمدة يومين. وكان في استقبال سمو أمير منطقة الرياض بمقر الحفل، رئيسُ الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد الدكتور خالد بن عبدالمحسن المحيسن، ونائب رئيس الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد لحماية النزاهة الدكتور بندر بن أحمد أبا الخيل، ونائب رئيس الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد عبدالمحسن بن محمد المنيف. وبدأ الحفل الخطابي بتلاوة آيات من القرآن الحكيم، ثم ألقى رئيس الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد كلمةً عبر فيها عن أسمى عبارات الشكر والامتنان والتقدير إلى مقام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود؛ لتفضله برعاية مؤتمر نزاهة الدولي الثاني، وأشار إلى أن رعايته الكريمة تأتي امتداداً لما تحظى به الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد من دعم كبير من لدنه في مباشرتها لاختصاصاتها. كما شكر صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن بندر بن عبدالعزيز، أمير منطقة الرياض، على تشريفه لهذا المؤتمر، ورحب بالحضور والضيوف المشاركين في المؤتمر. واستهل كلمته بقول خادم الحرمين الشريفين بأن المملكة لا تقبل فساداً على أحد ولا ترضاه لأحد ولا تعطي أياً كان حصانة في قضايا الفساد، وأشار إلى أن ذلك يؤكد أن قيادة المملكة ماضية بعزم وحزم في مكافحة الفساد بكافة صوره وأشكاله وعدم التسامح مع الفاسدين. وأضاف: إن هذا المؤتمر يأتي والمملكة تسخر جهودها وإمكاناتها لتحقيق رؤيتها 2030، وهذه الرؤية تقوم على ثلاثة محاور رئيسة (مجتمع حيوي، اقتصاد مزدهر، ووطن طموح)، والهيئة الوطنية لمكافحة الفساد تسعى إلى تبني المبادرات والبرامج التي تسهم في تحقيقها. بدوره أشار المحيسن في كلمته إلى أنه لم يعد كافياً تبني الدول لحزم من السياسات والبرامج لتحقيق تنمية مستدامة بذاته ما لم تكن هناك حوكمة وشفافية ومُساءلة فعّالة تضمن حُسنَ إدارة كافة الموارد والمحافظة على المكتسبات؛ وهو ما أدركته رؤية المملكة 2030، حيث أكدت بأن لا تهـاون أو تســامح مطلقاً مــع الفسـاد بكل مستوياته، سـواء أكان مالياً أم إداريـاً، ليعكس ذلك تطلعات الوطن الطموح من خلال تطبيق معايير عالية من الشفافية والمساءلة، والتزام بإدارة الموارد المالية بكفاءة. وألقى المنسق المقيم للأمم المتحدة والممثل المقيم لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي د.آشوك نيغام كلمته في حفل الافتتاح. بعد ذلك ألقى صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن بندر بن عبدالعزيز كلمة رحب خلالها بالمشاركين في أعمال المؤتمر، وشكر الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد على تنظيمها المؤتمر، مؤملاً الاستفادة منه، وتبادل الخبرات والتجارب، وقال: أكّد النظام الأساسي للحكم في المملكة أن للأموال العامة حرمتها. وأشار سموه في كلمته إلى أن رؤية المملكة 2030 عازمة على أن تكون الشفافية ومكافحة الفساد أساساً في تعزيز التنمية. بعد ذلك انطلقت أعمال المؤتمر لهذا اليوم مع المتحدث الرئيس المهندس علي إبراهيم النعيمي، المستشار بالديوان الملكي، وأدارها مدير عام القناة الثقافية عبدالعزيز بن فهد العيد، وأشار النعيمي إلى أن الفساد المالي والإداري هو عدو الحوكمة الأول، وهناك حاجة ماسّة إلى مراجعة الأنظمة بشكل دوري لتكون مواكبة للعصر وأكثر فاعلية في مكافحة الفساد، كما أن الحاجة أيضاً تتطلب تأهيل القيادات الشابة لتكون على قدر عالٍ من الكفاءة والمسؤولية وأكثر قدرة على تعزيز النزاهة والشفافية. وكانت الجلسة الأولى بعنوان: الحوكمة ودورها في مكافحة الفساد، وتناولت موضوعات: مفاهيم الحوكمة في القطاعين العام والخاص، وانعكاسات الحوكمة على مستوى الرفاه في المجتمع، وتطبيقات الحوكمة في رؤية المملكة العربية السعودية 2030، والاتجاهات الحديثة في مجال الحوكمة، وأدارها الكاتب والمحلل الاقتصادي أ.فضل البوعينين، وتحدث فيها كلٌّ من: الدكتور عبدالله بن عبدالرحمن البريدي أستاذ الإدارة والسلوك التنظيمي بجامعة القصيم والذي أشار إلى الحاجة إلى تفعيل الحوكمة حتى نستطيع الحصول على نتائج إيجابية. بعد ذلك تحدثت الدكتورة ثريا بنت أحمد عبيد، عضو مجلس الشورى سابقاً، وأشارت إلى أن الحوكمة الرشيدة تؤدي إلى الشعور بالانتماء، وتعد أكثر تعقيدا في القطاع العام من نظيره القطاع الخاص. وألقت الدكتورة ابتسام بنت محمد الكتبي، رئيس مركز الإمارات للسياسات، ورقتها وذكرت بأن هناك نقد كبير يواجه مؤشر البنك الدولي للحوكمة بسبب اعتماده على 30 مصدراً للمعلومات ما يجعل عملية جمع المعلومات صعبة وغير دقيقة. وتحدث الدكتور فهد بن عبدالله تونسي، المستشار في الديوان الملكي، حيث أشار إلى أن تطبيق الحوكمة الرشيدة في رؤية 2030 سيكون من خلال تمكين المساءلة وتعزيز الشفافية وتقديم مبادرات لمكافحة الفساد وحفظ حقوق المواطن ومن خلال تطبيق الأحكام القضائية وتعزيز استقلال السلطات. بعد ذلك أوضح الدكتور عامر بن محمد الحسيني، المستشار في الحوكمة والكاتب في صحيفة الاقتصادية بورقته إلى هناك تحديات تواجه تطبيق رؤية 2030 منها الحاجة إلى تحديث شامل لكثير من الأنظمة، والتخلي عن التأخر في الاستجابة لمتطلبات العصر ثم تحدث السيد بيرتراند روزيرت، مستشار لنائب الرئيس والمدير التنفيذي للأخلاقيات في البنك الدولي، عن الاتجاهات الحديثة: تعزيز ثقافة النزاهة، والاستفادة من التقدم التقني لضبط عمليات الحوكمة، وزيادة الأمان المعلوماتي والإلكتروني، والتركيز على التأثير على السلوكيات من خلال الحث على إبراء الذمة المالية، والتحفيز على مكافحة الفساد، والحفاظ على المال العام. وكان المتحدثُ الرئيس الثاني للمؤتمر السيد روبيرت كيلدقارت، عضو هيئة التدريس بجامعة كليرمنت للدراسات العليا في أمريكا، وأدارت الجلسة الدكتورة حنان بنت عبدالرحيم الأحمدي، عضو مجلس الشورى، وأشار إلى أن لدى الناس وحتى المسؤولين والسياسيين إيماناً داخلياً أن الممارسات الفاسدة تحدث دائماً وفي كل الأوقات، وأن هناك عدداً من الأساليب التي يمكن أن تحدّ من الفساد منها؛ التشخيص المستمر لحالات الفساد بالمشاركة مع القطاع الخاص، والاستفادة من قصص النجاح. بعد ذلك بدأت الجلسة الثانية المعنونة بالشفافية وتناولت مواضيع ابتكارات الحكومة الرقمية، والإفصاح عن الذمة المالية والمصالح، والشراكة بين القطاعين العام والخاص، ودور وسائل الإعلام المختلفة، وأدارها الأستاذ طلعت بن زكي حافظ، أمين عام لجنة الإعلام والتوعية المصرفية والمتحدث باسم البنوك السعودية، وتحدث فيها كلاً من: الدكتور عبدالرحمن بن سعد الجضعي، الرئيس التنفيذي لشركة علم، والذي أشار إلى أن التعاملات الإلكترونية خفضت بشكل ملحوظ من وجود حالات الفساد، كما أنها سهلت من عمليات الرقابة على الإجراءات. ثم ألقى المهندس عبدالله بن ناصر الغنام، مدير الأبحاث بمركز المعلومات الوطني، ورقته وذكر بأن وجود هوية وطنية رقمية موحدة يعطي قوة للتعاملات الإلكترونية، وأن تقنيات تحليل البيانات مهمة جداً في عمليات تحديد الاحتياجات. وتحدث الدكتور تيلمان هوب، خبير مكافحة الفساد في ألمانيا، والسيدة كارلا كوفيل، المدير التنفيذي لمبادرة بيرل، وقال: هناك ثلاثة نقاط مهمة يمكن اكتشاف الفساد من خلالها وهي، الدخل الشهري، الأموال المحفوظة، وتضارب المصالح. وتحدث المهندس أحمد بن محمد الشنقيطي، نائب رئيس شركة سابك للمشتريات، وذكر بأن الفساد حجر عثرة في طريق نمو الشركات، ولذلك نعتبر مكافحة الفساد خياراً استراتيجياً لسابك. وأشار عبدالعزيز بن عبدالله البصيلي، مدير عام شركة كلايد أند كو للاستشارات القانونية، في ورقته إلى أنه إذا لم تكن هناك أنظمة واضحة فلن تكون هناك ثقة. وبعد ذلك ألقى الدكتور أحمد بن محمد الجميعة، أستاذ الصحافة في كلية الإعلام والاتصال بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، ورقته عن دور وسائل الإعلام في تعزيز الشفافية، وأشار إلى أن الشفافية الإعلامية لا تكتمل إلاّ بمعلومة من مصدرها؛ حتى يعتاد الجمهور على سماع الحقيقة ويتقبلها، ويتحول الانتقاد إلى نقد بناء، وأوصى بتقديم ضمانات تحمي حقوق الصحفيين أثناء الممارسة المهنية، بما فيها حق الحصول على المعلومات، والتعبير عنها بشفافية ووضوح. وقال رئيس تحرير صحيفة اليوم سابقاً عبدالوهاب بن محمد الفايز،: إن المراقب للإعلام المحلي سيدرك أن هذا الإعلام لم يقم بالدور المأمول منه، إذ إنه كان يبحث عن الإثارة فقط في متابعة قضايا الفساد. "> المزيد من الاخبار المتعلقة :