تجربة الفتاة الدنماركية (ماتيلد بروبيرغ) مُبهرة ومُثيرة عندما قدّمت للعالم أفضل طريقة للتخلص من السمنة وإنقاص الوزن - دون تدخل طبي - وتحوَّلت إلى مُدربة خاصة وعارضة أزياء بعد أن تجاوز وزنها سابقاً (120كليو جراماً)! الفكرة باختصار هي اعتماد (ملعقة قهوة) متوسطة الحجم لتناول الطعام، بعد أن كانت تلتهم البطاطا المقلية وقوالب الحلوى والمعجنات، رياضة بسيطة وتخفيف الأكل كانت كافية لتخلصها من الوزن الزائد، بعد أن نصحها الأطباء بالخضوع (لعملية جراحية), ولكن إصرارها على تغيير سلوكها الغذائي، والتزامها بخطة (ملعقة القهوة) أحدث الفرق! في ثقافتنا المحلية هناك مثل وحكمة جميلة نصها (أفطم يدك) وهي شبيهة بطريقة (ماتيلد), وتعني لتخفف وزنك قلِّل ما تلتهم (بيدك)، هذه الحكمة تختصر (مُعادلة السمنة) في أبسط صورها، فالسمنة عند (الشخص العادي) هي نتاج زيادة تناول الطعام (غير المُفيد) والذي يزيد عن حاجة الجسم، إذا ما استثنينا مُمَّارسة الرياضة التي تعد الطرف الآخر في المعادلة، وهي المُعضلة التي يعاني منها أصحاب الوزن الزائد، وبرأيي أن المُشكلة لدينا تبدأ من (مرحلة الطفولة) عندما تحاول الأم إطعام صغارها أكثر مما يحتاجون إليه اعتقاداً أن هذا أفضل لهم، مما يجعلهم يبحثون عن الطعام (غير المفيد) بين الوجبات لاحقاً، ويقعون ضحايا الأكل غير المُنظّم! الجانب الآخر هو (ثقافة المجتمع) التي لا تُساعد على تقنين تناول (كمية الطعام) المُناسبة، وأحياناً (الغيرة الخفية) التي تظهر بمجرد أن يكتشف البعض أنك تقوم برجيم أو تبحث عن الرشاقة، لتبدأ مُحاولات إفشال برنامجك الذي تتبعه، ومُحاربته بإصرار (المُحبين) على تناول المزيد من الطعام، أو حضور المناسبات والدعوات الاجتماعية، وقد تبدو بسبب (الغيرة الاجتماعية) في نظرهم (مُنشق) عن النسق الاجتماعي الغذائي فقط لأنك تتبع (طريقة الملعقة) أعلاه، وهو ما يُفسر (الغيرة الاجتماعية) من كل صاحب (حمية غذائية)! (ماتيلد) لم تتبع (الحلول السريعة) ولا (أقصر الطرق) للتخلص من السمنة، بل تعاملت مع مُشكلتها بطريقة آمنة وصارمة و نَفس طويل، استبدلت فيه مشرط (تجار الشحوم) بـ(ملعقة صغيرة) حتى لا تكون (رقماً إضافياً) في أعداد ضحايا غرف العمليات! وعلى دروب الخير نلتقي.